من أسوأ السلبيات الموجودة فينا والتي نعيشها على غير علم من انها سلبيات ، هي مراقبة اهتمام الناس لنا والمقارنة بما لنا أشياء أجمل من الغير والسعي لنيل كتلك الصفات او الممتلكات واثباتها فينا حتى وإن لم تكن هذه حقيقتنا
فقط لنرفع من مستوى الثقة لدينا ويحدث هذا بأستمرار فنصبح كمن يحجز نفسه في دائرة مغلقة يمشي بها بقناعة أنه يقطع مسافات طويلة وهو( راضي ) دون ان يعلم انه يعيد نفس الخطوات التي ليس لها نقطة نهاية وسبب الاستمرار هو أن كل الموجودين في مجاله وهو الدائرة يسلكون الطريق نفسه لذلك يجد نفسه انه يقوم بأمر طبيعي ومفروض
فعلا هذه الطريقة تؤدي الى تكوين ثقة وقد تكون عالية ومرضية لنا ، ولكن هل هي دائمة ؟؟
لأننا اذا نظرنا الى سيرة حياة من ركز اهتمامه على نيل اعجاب واهتمام الناس له بسبب شيء موهوب له او ماصنعه هو لنفسه وقد نحج في صنع الثقة المطلوبة له ، ولكن هناك شيء قاسي وعنيد وهو (العمر) الذي لا يقتنع ابداً بفكرة استعادة هذه الفترة الجميلة مهما طالت ، فكان مصيره هو اما الانتحار او اليأس أو الالتجاء الى الله (في الحالات النادرة) بسبب شعوره بالوحدة وأنه غير مرغوب به والسبب كله هو انه في تلك الفترة من حياته اعقتد انه يستمد الثقة من المنبع وهو في الحقيقة لم يكن منبع بل انه مستنقع مصيره الجفاف بمرور الزمن فيصبح غير صالح لشيء الا للركود .
ان حياة مثل هؤلاء الناس هي امثلة لنا لكي لا نعيد ما عاشوه بل نرجع كل الخطوات التي مشيناها في هذا المجال ونفتش في عمق مصدرنا الذي ابقيناه في سبات لحد الان ، هناك سنجد الحقيقة التي كنا نبحث عنها (ولكن طريق البحث كان خاطئاً) وهي أن ولادة كل واحد منا لم تكن صدفة ولا نتيجة عملية كيميائية حصلت بين شخصين بل سببها وجود كائن عظيم احبك بكل لحظة فرغب في وجودك وفكر فيك قبل ان يخلق الكون فأوجدك في هذا العالم لتعطي له المعنى الحقيقي وتستخدمه لأنه ملك لك اي خلق هذا العالم كله لك ليهيء لمجيئك انت .
فمن اللحظة التي فكر فيها بوجودك وهو يراقبك ويسمع دقات قلبك التي لا تسمعها ووضع فيك تفاصيل دقيقة لم تكتشفها بعد ويبقى في انتظارك لتلتفت لحظة من كل تلك الفوضى وتنتبه لهذا الاهتمام الموهوب لك من دون مقابل انه سيعطيك القيمة والحقيقة التي احتجت اليها دوما, وهي انك انسان بحد ذاتك لا تحتاج لأي شي ولأي احد لكي تثبت وجودك فهو ثابت بوجوده هو لانه مصدر كل من تعبت في البحث عنهم ليرتفع مستوى هذه الثقة، فمهما كان الشخص القريب منك ويحبك ويهتم لأمرك اليوم لن يتمكن من فعل ذلك دائما .
سيأتي يوم لن يستطيع ان يوفر لك ذلك لأنه لم يخلق ليهتم بك فقط وتعود للبحث مرة اخرى عن شخص اخر عساه يعطيك ما تطلبه دائما ولكن التجربة تعيد نفسها باختلاف الشخص فقط وإذا نظرت لنفسك اعد ما قرأته واعكس الاتجاه فقط ترى انك تقوم بالشيء نفسه وفي هذه الحالة ستكون النفسية غير مستقرة وفي حالة توتر والذي يقودك للقيام بأشياء لم تكن ترضى القيام بها لكنك تفعلها لتنقذ نفسك من هذا الموقف.
بسبب الرؤية المحدودة التي نملك فان كنت تملك المصدر لماذا تغلق عينك عنه وتمشي في الافرع الضيقة والمظلمة لتفتحها فجأة وتبصر ودون أن تعلم انك واقف لوحدك على حافة الهاوية لا يوجد امامك غير الاستسلام والسقوط في المجهول الا اذا استيقظ الجزء الثاني منك الذي كان نائما حتى انك لم تعلم بوجوده حينها ستمد يدا لك لن تعرف مصدرها ولن تنقذك الا بعد ان تسلم نفسك لها اينما اخذتك .