إن مما يثير شجوني ما آل إليه حال رجال العرب الذين يدّعون التمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة ويتباهون بشرفهم و شهامتهم و مروءتهم المزعومة التي للأسف لم نعد نرى شيئاً منها....
فهم يبيحون لأنفسهم كل شيء ويمنعونه عن نسائهم....
تجد هاتف أحدهم مليئاً بما هبَّ و دبَّ من رسائل وصور يعمل جاهداً على إخفائها عمن حوله....
يجلس على (الشات) ساعات طويلة يتحدث بأعذب الكلمات وأرقها مع نساء غريبات.... ينتقي من الكلام ما يحمل معنىً خفياً ليمزح ويضحك مع من (يدردش)، و يرى كل ذلك أمراً عادياً وحقاً مشروعاً له....
تُرى إن أمسك هاتف زوجته أو ابنته أو أخته ورأى به مالا يسرّه من صور وأسماءٍ لا يعرفها.... ماذا يفعل؟!
إن دخل الغرفة ورأى زوجته (تدردش) على (النت) مع أحد... كيف ستكون ردة فعله؟!..
إن رأى ابنته تمزح وتضحك مع رجل غريب بكلمات يراها معيبة... ماذا سيكون موقفه؟!..
طبعاً سيرغي ويزبد و يقيم الدنيا ولا يقعدها!!... فهو الولي! ويالها من ولاية!!..
لماذا أيها الشريف أليس لمن تكلمها أب أو أخ أو زوج يغار عليها ويحرص على كرامتها كما تزعم ؟!!...
لماذا تحل لنفسك ما تراه محرماً على الآخرين؟!..
ياله من نفاق وخسة!!..
إن رجال الغرب لهثوا وراء شهواتهم وملذاتهم فانسلخوا من رجولتهم وأباحوا لنسائهم ما أباحوه لأنفسم ، ولكنهم كانوا صريحين واضحين فلم يدّعوا شهامة ولا مروءة ولم يتظاهروا برجولة ..
أما أنتم فتظاهرتم برجولة خدعتم بها أنفسكم فقط فأصبحتم مثار سخرية واحتقار ممن حولكم..
ملكوا الدنيا ولم تملكوها .. وفقدتم ما هو أغلى منها.. قيمكم ومبادئكم..
عودوا إلى عروبتكم وشهامتكم التي كان يضرب بها المثل، واخرجوا من جحوركم وسراديب الظلام التي توارون فيها نذالتكم ،فإن نساءكم لم يعدن يقمن لكم وزناً، وأنفت أنفسهن أن تطيع لكم أمراً.
من أوراق امرأة جريحة..