هذه وقفة تأملية بسيطة لواقع منتدياتنا الاجتماعية والدينية العربية..
ولعلّ أكثر من يعنيه هذا المقال هم المغتربون..!!
في الواقع تخونني الحروف وأنا احاول الإمساك بناصيتها لرصف حروفها وتخونني الحرفيّة التي نادراً ما خذلتني وأنا أحاول شرح غضبٍ عميقٍ يختلج في صدري من حال الانحطاط التي وصل لها بعض الأخوة، والذين يثبتون يوماً بعد يوم أنّ قلّة الإدراك وضحالة الاستيعاب لا تلتزم بخط بياني معين، وإنما هي قادرة على الوصول بهم وبنا - بطبيعة الحال - إلى مستويات قياسية لم يصلها حتى إبليس، استحقوا بجدارة لقب (ملكيون أكثر من الملك).. ولكن ما هي القصة؟
القصة باختصار شديد هي عدم وجود رقابة على المنتديات التي تكتب تحت المسمى الديني أو الاجتماعي فنجد أي شخص وبمبلغ لا يتجاوز في كثير من الأحيان الستين دولاراً أمريكياً قد افتتح منتداً باسم رنان.. وملأه بحقول دينية وترفيهية وطبخ وأكلات ونكات ونقاش جاد .. إلخ
وبدأ يدعو إليه الأصدقاء ويتعرف عليه المغتربون من واقع بحثهم المستمر عن أي رابط مع الوطن، ويقع العديدون منهم بواقع حسن نيتهم في شرور إنسانية تعرف بداية ولا تعرف نهايةً، إلا إن ضرب هكر ما (مشكوراً) هذا الموقع أو ذاك لتحلّ على ذاك الموقع بكل من فيه، من أسماء وهمية ثقافة النسيان ونرى الأعضاء في منتديات أخرى توافق هواهم وشجونهم..
وعلى المقلب الآخر نجد منتديات أخرى ممولة ومدعومة من جهات رسمية وقنوات إعلامية معروفة وهي تبث سمومها - بواقع شهرتها - في عقول طيف واسع من الشباب، كما هو حال منتديات (الجـ....) التي تحولت إلى موقع إنطلاق لتنظيم القاعدة ضد كل الإنسانية من مسلمين ومسيحيين وبمختلف الطوائف والمذاهب. وهي منتديات تختبأ تحت شعار (المقالات تعبر عن رأي كاتبيها) وإذ بها تسمح بنشر صور لابن لادن مع كلمات من قبيل سيف الحق وحفيد الفاروق وغيرها بينما تنشر إدارتها مقالات ضد سوريا حكومةً وشعباً ودون أي طريقة قانونية للمحاسبة أو وقف التشهير الذي تمارسه هذه المنتديات.
لعلّ نصيحتي بعد عدة سنوات من متابعة المنتديات (بواقع الاغتراب) هي أن نتعلّم ألا نشارك فيها وان نقرأ إن وجدنا ما يستحق القراءة ونترك لأهلها ما شاؤوا من أفكار دون محاولة العمل على تصحيحها فهذه ليست مسؤولياتنا بحال من الأحوال طالما أن لا قوانين تنظّم عمل هذه المواقع (لا الشخصية ولا الرسمية ولا شبه الرسمية) أو أن نفتتح كلٌّ منا منتداً خاصاً به أو (مكتبة) يكتب بها ما يشاء وينسب الكلام إلى من يشاء..
شكراً لطول بالكم في قراءة هذه المساهمة وأختم معكم ببيتين من الشعر للشاعر العُماني المبدع ناصر البدري:
يا ليتني ما كنت صادق ولا كان يعرف لساني في هواك الصراحة
علّمتني أن الكذب أصل الانسان وأن الصراحة ما بها يوم راحة
بالتوفيق ورعاية الله والسلام.