سقا الله تلك الايام
ايام الطفولة ايامهما
كنا نلعب ونمرح ونشدو
لا نعرف للحزن مكانا
نرجع من المدرسة ونردد
الى البيت خبز وزيت
ولكن لا نستطيع دون المرور
ونلحق بجدتي لنأكل خبز الصاج
والفطائر
وكل ما نشتهي
وبعدها نستمع الى جدي
والحكايا و ابو الحصيني
ويتحول بيتهما الى حلبة
للمصارعة بيني وبين اخواني
هذا مؤيد وهذا يشجع
وهكذا تمر الايام ولا نشعر بها
ومرة وانا راجع من مدرستي
رأيت من بعيد جمهرة عند البيت
لا ادري ما هي
وتمر بي امراة وتقول
ووجهها حزين
لقد ماتت جدتك فلا تحزن
ضحكت ولا ادري لما ضحكت
ولكني كذبتها فجدتي بالمشفى
وعن قريب سترجع
وستخبز ونأكل الفطائر
وعندما وصلت رأيت جدي
يقول لقد ذهبت كلنا على هذا الطريق
والناس تبكي وتقول لا حول ولا قوة الا بالله
عندها أدركت انها لن تعود
لقد قالت عمتي وهي تشير
الى القطة لقد لحقت بهم
عندما ذهبوا بجدتي الى المشفى
وكأنها احست انه الوداع
وتمر سنة كئيبة على فراقها
ووالدي مسافر وهو وحيدها
كم بكى عليها وتألما
رحمها الله واسكنها فسيح جناته