أعتقد أن عنوان المقال واضح بعض الشيء و يفصح عما أريد تبيانه ... لاحظت في الفترة الأخيرة سواء في باب المساهمات أو في باب المشاكل و الحلول ..
أن هناك عدد كبير من بنات و شباب مجتمعنا يعانون من تأخر الزواج أو عدمه .. و لأسباب عديدة ..
هنا لن أناقش الأسباب المادية لأن الكثير غيري ناقشها .. و سأفترض أن الراغب بالزواج وضعه المادي لا بأس به و أن أهل الفتاة غير طماعين و لا يتاجرون بابنتهم عن طريق المهر و خلافه ...
و لكن سأناقش الأسباب الاجتماعية .. فنحن بالغالب مجتمع محافظ حتى و إن دخلنا الجامعات و عملنا و اختلطنا مع الجنس الآخر .. إلا اننا بالإجمال نحرص على وضع حدود بالتعامل مع الجنس الآخر و نحيطها بالاحترام و نبتعد عن الدخول في متاهات المشاعر و العلاقات العاطفية .. كي نبقى محترمين في نظر الغير و لا ينظر إلينا على أننا نصاحب أو نرتبط بشكل غير رسمي و معلن ..
و هذا شيء جيد .. بل و أرفع له القبعة احتراما لشبابنا و بناتنا ممن يحرصون على الالتزام بالدين و الأخلاق ...
حسنا .. نعود لعنوان مقالتي و نتكلم عن الإنترنت .. لا أدري لم إلى الآن النظرة إلى التعارف عن طرق الانترنت نظرة سلبية و غير عادلة ..
إن التعارف على الانترنت و خاصة عن طريق مواقع الزواج به مخاطر و لكن حسن الاستعمال و الالتزام بالمعايير الدينية و الأخلاقية يؤدي إلى نتائج سعيدة و مرضية للطرفين ..
وأنا أعرف الكثير من حالات التعارف و الزواج تمت عن طريق هذه المواقع ... و أثمرت عن عائلات سعيدة و زيجات مديدة ..
و قد يكون هذا مفيدا بشكل خاص للشابات في المجتمعات المنغلقة نوعا ما .. فهي لا ترى أحد و ليس لديها
مجال للتعارف و الاختلاط .. يأتي الانترنت و يخرج بك إلى العالم .. فتستطيعين التعرف على الشاب الجاد و الحديث معه و معرفة طباعه و أخلاقه .. و إذا كان هناك توافق فالموضوع يجب أن يكون جدي و رسمي
و أعيد و أكرر إن حسن التعامل مع هذا العالم هو مفتاح النجاح و السعادة ..
و هنا يأتي تحكيم العقل .. فالشاب أو الفتاة الذين يدخلون هذه المواقع للتسلية و اللهو سهل أن يكتشفوا من أول إيميل أو محادثة ..
في النهاية أتمنى لكل الشباب و الفتيات حياة سعيدة مع الشريك المناسب .. وأن تنتهي العنوسة من مجتمعاتنا ..
تحياتي