news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
حب حتى الحرق ... بقلم : ماريا شماس

أجمل قصة حب


لم تكن قصته كأي قصة حب تقليدية.

كان يأبى لحبه أن يكون عاديا وينتهي بالزواج والأولاد أراد لحبه أن يكون ملحمة كهوميروس فقلبه الصغير يحمل حبا خارق الأوصاف .

 

لقد أحبها منذ صغره منذ أن كان بضع أربعة أو خمسة سنين كانت أكبر منه بكثير لكنه كان يحبها كالمصعوق, فالحب لا يعرف صغيرا أو كبيرا كانت تبدو أصغر بكثير من عمرها العددي كلغز ساحر, فهي رغم قسوتها طرية, ورغم تمنعها مستسلمة, جملة من المتناقضات في شخص عجائبي .

ترعرع في بيت ريفي صغير هو واخواته الثمانية بيتهم كان صغيرا وكبيرا تماما كالوطن. الجميع يهب للعمل بأستثناء ذلك الأخ المعاق الذي دلله الجميع .

 كان يحب أن يرتشف الشاي باللوز  معها  في ذلك المقهى البحري ويقضي معها لحظات سحرية  عندما ترسم الشمس ظلالها البنفسجية على بشرتها السمراء ويأخذ بركتها قبل الذهاب الى العمل .

 

رغم أنها كانت غنية جدا وتستطيع مساعدته  لكنه اضطر للعمل ليصبح كبيرا في عيونها فعلى الرغم من دراسته وتحصيله العلمي لكنه لم يحصل على عمل  نظرا للعطالة المتفشية.

عربة مليئة بالخضار والفواكه خياره الوحيد يجرها بيديه السمراوتين من الليل حتى النهار وينسى كل التعب عندما ترمقه حبيبته بطرف عينيها .

كل شيء كان يجري كنهر دافق وغزير رغم الفقر الى ان جاء ذلك اليوم وتلقى تلك الصفعة التي لوت وجهه وأمروه بضعة من الرجال المسلحين أن يذهب بعربته الى الجحيم فحبيبته لن ترضى ببائع ذليل مشقق اليدين .

 

لم يكن مصدقا ما حدث فحلمه الوحيد قد نسف أمام عينيه وعربته الصغيرة جثة هامدة لا حراك فيها .

تناول تلك العلبة وأفرغ محتوياتها على جسده الفتي واشعله نارا .

صحيح أن النار كانت حارقة كالموت لكنها في نفس الوقت كانت لذيذة كالحياة عندما مشت أمامه في تلك اللحظة وقبلت يديه المحروقتين واخبرته بأنه كان وسيظل حبها الوحيد.

كلماته الأخيرة ما زالت ترن في أذنيها كأحلى مقطوعة موسيقية

 

"ها قد قدمت لك أغلى شيء أعطيتك الحرية

اعتني بعربتي وقولي لهم أن يجعلوها رمزا للحرية "

 

   حبيبك محمد البوعزيزي

 

شاب تونسي أحبك حتى الشهادة

2011-02-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)