تعتبر المعرفة التاريخية جزء لا يتجزأ من الصناعة البشرية للإنسان والذي يحكمه المنطق التاريخي الثلاثي الماضي والحاضر والمستقبل .

هناك الكثير من الأختلافات حول النظرة الى ما هو تاريخي ولكن المعروف أن التأريخ هو الذي يهتم بسرد الأحداث والوقائع التاريخية علاوة على ربط التاريخ بالسياسة وبالأقتصاد والى الكثير من الأشكال المختلفة.

ومهما يكن فإن التاريخ يتحدد من الوجود الإنساني حيث يضاف الى كون الإنسان عبارة عن شخص وهوية وذو قيمة ويدخل في علاقات تفاعلية مع الغير يضاعف هذا التواجد والوجود التاريخي للإنسان في زمان ومكان معينين مما يصنع معرفة تاريخية ولكنها صعبة متداخلة في كثير من الأمور .

إن المعرفة التاريخية معرفة لزجة وسلسة لأن دور الإنسان في هذا التأريخ تغير إضافة الى تراكم الكثير من الرهانات التي تحاول البشرية تحقيقها مما يجعل سؤال الماضي أو المعرفة التاريخية سؤال غامض ويحتاج الى دليل وهذا يعود الى منهج مفكر حيث يلعب المؤرخ طرفاً في تدوين الأحداث فيها ويبقى لكل منهج خصائصه ومميزاته وتوجهاته وأدواته والتي تتمثل في الوثيقة التاريخية كأداة فعالة ودالة على فعل معين يمكن تفسيره وتحليله أعتماداً على مبادئ علمية تؤدي الى نتائج موضوعية

 فهناك الكثيرون ممن يشككون في حقائق تاريخية رغم ثبوتها وثبوت أدلتها والبعض يقول بأن (التاريخ مزور) وذلك لأن المعرفة التاريخية بالماضي معرفة صعبة ومستعصية والناس لم يتعايشوا أحداثها عن قرب لذا كانت مهمة الباحث التاريخي مهمة صعبة وتحتاج الى جهد كبير وتوظيف لعدة وسائل وعمليات تحليل وتفسير وفهم ونقد فأساس الحاضر هو الماضي والحاضر سهل علينا فهم أحداثه ومجرياته كأحداث مصر في الآونة الأخيرة لان مجرياتها نتلمسها ولكن من الصعب أن نتلمس أحداث جرت في الماضي كأحداث دخول اليهود الى فلسطين إلا عن طريق الروايات والكتب التاريخية فهي مجهولة والماضي مليء بمجموعة من الدلالات والرموز لا نستطيع فهمها كما نحن نفهم العالم الذي يحيط بنا وإن كان ذلك يعود الى صدق المؤرخ الذي دُون الأحداث .

وعلى هذا فهل من الممكن أن يكون للإنسان دور في صنع التاريخ قديماً وحديثاً أو أن يكون له دور فاعل في صنعه والتحكم في أحداثه فروح الشعب قد تدخل في صنع الكثير من الأحداث التاريخية وفي أتخاذ الكثير من القرارات في دولة ما .

وأخيراً فإن المعرفة التاريخية معرفة معقدة وصعب فهم الكثير من جوانبها وقد يستبعد البعض فاعلية الأنسان في صنع التاريخ وجعله الدينامو المحرك لكثير من الأحداث.