لطالما فكرت بمعنى الحزن؟
ما هو و لماذا نحن نحزن؟
أنحزن لأننا خلقنا أم أنحزن لأننا موجودون؟
هل فكرنا يوما بيوم الوجود
هل فكرنا بمعنى الانسانية
أم اقتادتنا فرق من الللاوجودية
إلى عالم أسير و فضاء فارغ
إلى كلمات حالمة ووجود كاذب
كم أعشق السكون و أحلم بحياة يملؤها الصمت
كم أعشق الكلمات المرصوفة في الكتب
و أكره كل ما تتناوله الشفاه من مراوغات
كم مشتاقة إلى حل أحجية الكلمات
كم أتوق إلى العيش من دون أحباء
و لطالما حلمت بحبيب يشبه الكتاب
يصدق و لا يكذب
يحب و لا يكره
لماذا لم نخلق كتبا و جمادات
أليس ذلك أجمل من لون
العروق و الدماء
كم أرغب بسجن مصنوع من درفتي كتاب
كم أتمنى لو كنت بطلة في رواية
كم أتمنى لو كان غذائي مصنوع من الاوراق
ومشربي من أحبار الطباعات
ماذا لو كنت طائرة ورقية
أطير إلى حيث ما أريد
ولا أشعر بألم التمزيق
كم أحلم بأن أكون مخترعة
للغة اسمها "النظرات"
و أمحو من قواميس العالم
كل ما يعرف بالعبارات
كم و كم وكم .......لن أنتهي
من ذكر هذه الأحلام
أحلام لطالما فكرت بها
و لم أعرف كيف أعبر عنها
أنا هي تلك السفينة التي خذلت أشرعتها
و مزقت أخشبتها على ذلك الشاطئ المنسي القديم
كم أحلم بالعودة لذلك البحر العظيم
فلعل أمواجه تقتات مؤني و تشرع بقتلي
أصوات تلك الأمواج الهائجة
لا زالت تحطم فؤاد أذني
و تقتل دموع قلبي
و تذبح الضوء إلى عيني
كم أحلم و كم أحلم و كم أحلم
بوردة لا تذبل على كتفي
و بعصفور لا يختنق في قفصي
و بحبيب لا يقتل أمام عيني