news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
مفارقات و تساؤلات ... بقلم : 3 d.max

اخواني القراء ان هذه القصة ليس مقصود بها أي شخص و لا توجه أي معنى لأي فئة من الناس


السعي وراء الرزق  تحدده الحاجة و بوصلة الرزق نفسه  فترى الانسان قد وصل لأخر المعمورة لكي يظفر برزقه الذي قسمه له الله ومنهم من يأتيه الرزق و هو في بيته.

كنت مجتهدا جدا في المدرسة و حصلت على علامات مرتفعة تؤهلني لتسجيل أي فرع حتى الطب و لكن بسبب ظروف اسرتي الصعبة و الفقر المدقع  لم استطع اكمال دراسة أي شيء. فبدأت بالعمل و انا في المدرسة و بعد الخدمة الالزامية لمساعدة الاسرة  و تطور هذا العمل الى الترحال و العذاب حتى طورت نفسي في هذا المجال و درسته و خسرت الكثير من العمر و المال. و تزوجت في مطلع الالفيه ولي ثلاثة اولاد لم اعش معهم الا قليلا.

 

انفصلت عن المجتمع و اسرتي لان ظروف عملي تحتم علي ذلك .كم من المرات و المرات تشاجرت مع زوجتي بسبب الغربة و البعد. اترك ابني رضيعا واعود لأراه  راكضا على قدميه. كل هذه الغربة بسبب الرزق الذي لم اجده الا في اقصاع الدنيا  مع التزامي الاخلاقي و الديني و الدخل لا بأس به والحمد لله.

و بينما انا في اجازة في البلد استوقفني احد اصدقائي القدماء  الذي لم اراه منذ 15 عاما و كان عنده ميني ماركت كبير نوعا ما و على شارع عام  امامه اشارة مرور .واصر ان اجلس عنده و نشرب المتة  امام الميني ماركت على الرصيف تحت الاشجار.

 

 و من خلال انشغال صديقي المستمر في الميني ماركت و هذا الموقع المميز فقد كنت اجول بنظري الى الطريق و السيارات و قد شاهدت و جوه كثيرة كنت قد نسيتها من زمن بعيد . ومن بين هؤلاء الناس رأيت شابا كان معنا في المدرسة  و قد ترك المدرسة بسبب الفشل و اشتغل في نجارة البيتون لان اهله مثل اهلي كانوا فقراء. رأيته راكبا سيارة قيمتها اغلى من كل ما املك بخمس مرات . فسألت صديقي صاحب الميني ماركت. عند من يعمل هذا الشاب الذي كان معنا في المدرسة. فجاوبني بضحكة غريبة و قال لي: حتى انا وانت لا نستطيع الان ان نكلمه لقد اصبح مليونيرا و اكبر متعهد في البلد و انه شاطر؟؟؟

فأستوقفتني كلمة شاطر و بلعتها بصمت. ولم الح على صديقي للشرح و لكنه ترك اثرا في نفسي بهذا الوصف:شاطر.

 

وعدت الى صوابي و استأنفنا شرب المتة. و اذ بسيارة فخمة تقف امام الميني ماركت و ينزل منها شخص يبدو في هيئته محترما جدا و لابسا نظارات شمسيه غالية الثمن وشعرت انه يمعن النظر بي من تحت النظارات. فناداه صديقي اهلا بالدكتور. وذهب معه الى داخل الميني ماركت. و بعد مدة قصيرة خرج هذا الشخص من الميني ماركت و صديقي  حاملا الاغراض لهذا الشخص ووضعهم بصندوق السيارة  و ودعه  بكل احترام و ذهب.

فقال لي صديقي الا تعرف هذا الدكتور(الطبيب) فقلت له لا لا اعرفه. فرد ضاحكا نعم تعرفه معرفة جيدة و هو يعرفك.

 

فقلت له لماذا لم يسلم علي اذا كان يعرفني. فقال لي انه(ح-ع) الذي كان معنا بالمدرسة. فقلت له مستحيل انه يشبهه وانا اعلم انه لم ينجح في البكالوريا لاكثر من 5 سنوات متتالية.

فقال لي صديقي اتذكر عندما كنا في الصف الحادي عشر و اعطانا الاستاذ نتائج مذاكرة الرياضيات و انت اخذت 59.5 علامة من 60 و هو اخّذ 0.5 علامة فطلب منه مدرس الرياضيات ان يعطيك هذه النصف علامة لتتم مجموعك الى 60 علامة  لانها لا تلزمه. فعندها تأكدت انه هو. و قال لي صديقي انه شاطر ظَبَط حالو.

 

فجأة احسست بنفسي انني  اشرب خمرا بدل المتة  مع انني لا اشربه و اصبح السكر يلعب برأسي و استأذنت صديقي وعدت  على دراجتي النارية الى البيت . و زوجتي شاهدت على وجهي التأثر الشديد.

جلست في غرفة لوحدي و بدأ عقلي بالعمل و اعيد الحسابات من جديد ليس من باب الحسد او الحقد و لكن من باب التساؤل.

هل كل تلك الغربة و العذاب كان وهما؟

 

هل ظلمي لي و لزوجتي  واولادي بالغربة  كان وهما؟

بعد اكثر من عشر سنين  غربة وجد و عمل و سعيا وراء الرزق  اجد نفسي لا شيء؟

هل كل الناس شاطرين و انا الفاشل الوحيد؟

هل ضاع العمر سدى؟

 

و حتى الان لم اجد الاجابة و الغربة و الظلم مستمر لزوجتي و اولادي رغما عن انفي.

2011-02-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)