بداية اسمحوا لي اصدقائي وقراء سيريا نيوز الاعزاء ان اشكر سيريا نيوز انها سمحت لي ان اخط كلماتي هذه على صفحاتها
واسمحوا لي ان اشبهها بأم حنون تحتضننا جميعا بكل حالاتنا واختلافاتنا وانفعالاتنا..كانت وما تزال وستبقى رفيقة كل الاوقات ..وقد كانت لي مساهمة سابقة على صفحاتها مرتبطة بمساهمتي هذه
http://www.syria-news.com/readnews. sy_seq=64182
في مثل هذا اليوم 20_2_2005 كان اللقاء الاخير..وكان نهاية حلم بدأت تظهر معالمه من 26 _12_ 2004 فكنت على سبيل الدعابة ... والالم يعتصر في القلب...كنت اقول لها انه التسونامي...بحق
طلبت لقائي قبل يوم واحد من رحيلي من الامارات ...التي سافرنا اليها قبل ثلاث سنوات لنبني حلمنا بعيدا لانه كان من المحال تحقيقه هنا..هذه المرة لم استطع ان اقول لها لا اريد رؤيتك...بعد ان استطعت ان اقاوم شوقي لعينيها ... كنت لا اريد لها ان تحتفظ بذكرى مؤلمة عني...كنت اريد لوادعنا ان يكون انيقا...وان ادفن كل الألم في صدري ..وابتسم...لكنه اتى معمدا بالدموع
ارادت ان نجلس في نفس المكان الذي اعتاد احتضاننا ..واعتاد ضحكاتنا ...وانيننا. وعلى نفس الطاولة والزاوية التي تطل على البحيرة(سينما الماسة على كورنيش البحيرة في الشارقة)...قلت لها سيكون لك ما تريدين...ما ان دخلنا المكان حتى بادرتنا موظفة الاستقبال بالترحاب وبلكنة عربية مكسرة سألتنا عن سر غيابنا بعد ان اعتادت حضورنا...ابتسمت وقلت في نفسي...سيكون الغياب هذه المرة للابد
للمرة الاخيرة كنا نجلس سوية نحتسي القهوة...وللمرة الاولى لم تجد الكلمات مخرجا لها من افواهنا...كان الصمت سيد الموقف حاولت ان ابدأ ...فاختنقت الكلمات عند رؤيتي لعيناها وهي تغرق بالدموع...حاولت تهدئتها...وانا ارندح لها اغنية السيدة فيروز التي اعشق بالقهوة البحرية وطلع بإيدك وتشرب من فنجانك واشرب من عينيك...وتهرب مني تضيع وما ارجع لائيك...وانت قاعد حدي وعمفتش عليك ...
وبدأت اقناعها ان الحياة هكذا...تعطي كثيرا احيانا وتأخذ اكثر احيانا اخرى..وانه في النهاية لا يصح الا الصحيح...وانه ...وانه وانا كلي قناعة ان ما احدثها به كان مغايرا لكل قناعاتي ولكل ما راهنت عليه...ولكنني احسست انه يجب ان اتقمص هذا الدور
سألتني هل ستتزوج عندما تعود لسوريا؟...قلت لها لا ثم تدراكت نفسي وقلت ربما .. وعلى سبيل المزاح ولتخفيف حالة الاشتعال قلت لها سأعدك ان تزوجت ورزقت بطفلة سأسميها على اسمك...ابتسمت قليلا ثم عادت لتسألني وهي تقضم اصابعها بحركة عصبية...وهل ستستطيع ان تمسك بيد انثى غيري؟ ..قلت لا كان عليي ان لا اتهمها بالانانية.وعدت وقلت .لا ولا ...ولا... كان يجب ان اقول لها لا وهي في حالة الاشتعال الصارخ
حاولت ان العب دور الواعظ ..عن المستقبل. وعنها..وعن طريقة اختيارها للشريك..وانني سأبقى على اتصال معها للاطمئنان..وسوف اقدم لها النصح في كل شيء...ومتى طلبتني ستجدني حاضرا...وبأنها يجب ان لا تلتفت للوراء...وان الوراء هو ماضي و...و...و..وانا في داخلي كان هناك شي ما يدفعني لان امعن النظر في عينيها...لأنني سأشتاق لهما..ولأسمع صوتها لان الحنين اليه سيلتهمني فيما بعد لأنني كنت على يقين..وقرار...انني لن اراها مجددا..ولن اسمعها ولن ولن ليس قسوة...وانما حبا . كانت تبكي فقط...وانا اختنق
اردت ان لا اطيل اللقاء...لان كل من حولنا احس بنا.كانت اللحظات تمر امامي وانا كلي قناعة بأن كل ثانية تمضي الان لن تتكرر ولن تعود...كل شيء لانني كنت قررت المغادرة صبيحة اليوم التالي...ولن اعود...ولن ارى اي شيء اراه الان
وقفت امامي للمرة الاخيرة تنظر الي وعيناها غارقتان بالدموع...وانا احاول جاهدا ان ابتسم وخصوصا اننا في مكان عام ومزدحم الى ان ضقت اختناقا ولم استطع صد دموعي التي انهارت مسرعة...وكأنها تنتقم مني لانني حبستها في داخلي بكت كثيرا...وبكيت اكثر...ولم اعد شيئا من حولي...حضنتها وخرجنا مسرعين اقول لها...ارجوكي ...ارجوكي ..كفى...ساعديني كي انساكي...وسأساعدك على نسياني.طلبت مني ان اعود... وفي غمرة هذ الاشتعال العاطفي ...اجبتها بأنني سأعود لاجل عينيها شرط ان لا تبكي مجددا.كان علي ان اقول هذا لأنهي الآم لحظة الوادع الاخير
هدأت قليلا على امل اننا سنعود مجددا وكانت عيناها تشككان فيما اقول ودعتها ...وبقيت مكاني واقفا وهي تمشي وتلتفت الي...لوحت لها بيدي عندما ادركت انني لن اراها في الخطوات التالية ...وقفت ولوحت بيدها ...وبلهجة اعرفها جيدا قلت في داخلي "مين عاش وشافك" .وحتى كتابة هذه السطور لم المحها
سافرت في اليوم التالي .وحاولت كثيرا مكالمتي ...لم استطع الرد...لاني على بأن لاشيء سيعود كما كان...حاولت ان اطوي صفحة لكتاب كانت قصته اكثر من رائعة...ولحلم لم يكتمل فظل حلما وحاولت ان ابدأ من جديد وان اظل بعيدا عن اخبارها واين اصبحت...الى ان اتى الى مسمعي وبطريق الصدفة منذ حوالي السنتين انها تزوجت ورزقت بطفلة شيء ما بداخل يصرخ ...داعيا لها بالتوفيق
وانا...مازلت ...كما ...انا
.
العاشق