استفاقت الأوراق من نومها العميق خائفة مرتعدة بعد أن خطر ببالها أن الكوابيس تتحقق
أنه الزمن الذي يصمت فيه الحق ويعلو فيه صوت الباطل قوياً لا يخمده رادع مهما كانت نقاوة مادته وقوة بنائه .
كيف يمكن أن يتعاضد الشر إلى هذه الدرجة ؟
كيف يمكن أن يتفق المالك والسارق لا لشيء إلا لهزيمة الفضيلة ؟
نحن الشعب ونحن الحياة , نحن المالكين ونحن السارقين يرتفع فينا نبض الشر فنخلع رداء الشرف ونمضي إلى ساحة الرشوة غزاة مسلحين بما أوتينا من ادعاءات الحاجة والفقر مرتدين لباس المكر حيناً ولباس متطلبات الزمن وضرورات الحياة أحياناً غير عابئين بالدمار الذي نحدثه :
بأفكار أولادنا قبل أحجار بيوتنا .
بدروب أحلامنا قبل شوارع حاراتنا .
بضياء قلوبنا قبل إنارة بلدنا .
بنقاء روحنا قبل نظافة وطننا .
بالنفوس قبل الوطن .
بالنفوس قبل الوطن .
ونمضي وتبقى حكاياتنا مزروعة في ضمير الأجيال الآتية , وفي لحظة وداعنا ونحن نفارق أحبائنا ونحمل معنا ذنوبنا . . . فقط ذنوبنا .
سيأتي صوت من أبعد المجرات . . . من أعماق ذاتنا :
سلام على الطفل الذي مازال لا يعرف أنه ولد ليغوص في أعماق الرذيلة .
سلام على الشيخ الذي هرم ولم يدنس يده بدم الفضيلة .
أما نحن فمن أين لنا أي سلام .