كتب خالد بكداش – دبي
سؤال يتبادر إلى أذهاننا دائماً :
ما الذي ينتظره الفلسطينيين و العرب من أمريكا و اسرائيل ... (( السلام - أم - الإستسلام )) ... فأمريكا لن ترضخ لأي طلبات و ضغوطات عربية مقابل تخليها عن الحصانة الإسرائيلية ( اليهودية العنصرية ) و لن تقبل أبداَ بأي مشروع أو حتى فكرة مشروع يعيق الخطة التي وضعتها اسرائيل منذ دخولها للأراضي الفلسطينية عام 1948 و حتى أجل غير مسمى .
السؤال الذي يأكل في نفوسنا و يشعل النار بها :
ألم نصل لمرحلة من الوعي الكافي بأن نعلم أن امريكا لن تتخلى عن الصهيونية اليهودية و لن تسمح بالمساس بما تقره و تفعله اسرائيل حتى لو كان ذلك على حساب ارواح و أملاك الشعوب العربية كلها و ليس شعب و أرض فلسطين فقط .
حق النقض ( الفيتو ) عندما اعتمد في مجلس الأمن كان عبر قرار صهيوني عقب الحرب العالمية الثانية و أعطى الحق للدول الخمسة (( بإجهاض )) أي قرار قد يتخذ ضد مصالح اسرائيل و الصهيونية .
كثيراً ما أسأل نفسي ما الذي نريده من مجلس الأمن ؟
و ما الذي فعله لنا مجلس الأمن إلى الآن ؟
من هو مجلس الأمن بالنسبة لنا ؟
الذي ينظر بعمق يجد أن مجلس الأمن هو تجمع صهيوني نقي يجتمع فيه الصفوة من اصحاب القرار و التي تجمعهم العنصرية الصهيونية ، إضافة إلى مندوبي الدول العربية الذين يحضرون الإجتماعات ليكونوا كحجارة الشطرنج جاهزين للعب دائماً و أبداً .
قل ما يتلى عليك و أفعل ما يطلب منك ، هذا ما يحمله مندوبي الدول العربية عند خروجهم من اجتماعات مجلس الأمن .
قد يتحفظ البعض و قد يغضب البعض الأخر و لكنهم لا يعلمون بما يجري خلف الكواليس (( و قد يعلم البعض )) من مندوبي الدول العربي بما سيجري و ما سيطرح .
كلمات كثيرة قد تخطر على بال أي عربي يقرأ صحيفة الصباح و المعلن فيها عن إجهاض أمريكا لمشروع وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ، و استعمالها حق النقض ( الفيتو ) في حين 14 دولة أقرت المشروع .
فلماذا تتعبوا أنفسكم و تجتمعوا و تتخذوا القرار بينما أنتم تعلمون أن هناك من سيلغيه بل من سيسحقه رغماً عن أنوفكم ..
لماذا تتعبون أنفسكم و تتحملون عناء السفر لساعات طويلة بينما انتم تعلمون بما سيكون و ما سيطرح و ما هي النتائج ؟
يكفيكم أيها السادة هدراً لملايين العملات العربية المختلفة على هكذا رحلات بينما أنتم على علم بالنتائج قبل صدورها ، إلا إذا كانت رحلاتكم ترفيهية ، فهذا من حقكم فأنتم تتعبون و تتحملون ضغوط كبيرة و صحتكم بحاجة لنقاهة دائمة بين الحين و الأخر .
ملاحظة :
راودني ذات يوم حلم أن مندوبين من جميع الدول العربية اجتمعوا
و شكلوا مجلس عربي حربي دفاعي موحد و انسحبوا من الأمم
المتحدة و تخلوا عن عضويتهم التي ليس لها معنا في مجلس الأمن
و قالوا كلمة الحق
(( يكفينا مذلة ))