كن متأملاً للحظة التي أنت تحيا بها أستشعر بقوة
وجودك بها أستسلم لها ودعها تنساب بدون أي أفكار أخرى .....
دع نفسك في النبع بدون تفكير وستشاهد نفسك ضمن
المحيط منغمس معه أصبحت جزءً واحداً متحداً مع ذبذباته أنت ذرة في هذا المحيط
ولولا وجود هذه الذرة لما كان....
فلحظتنا الحالية هي التي
نمتلكها أما اللحظة القادمة فهي ملك الله فلنعش هذه اللحظة بحلوها ومرها نحتضنها
نحس بدفأها بسبب أو بدون سبب لأن من الجميل بأن نشعر بدفئنا الروحي ينساب من أفئدتنا
التي تنشر حبها ونورها على الأكوان فنتمتع بالسلام الداخلي الذي هو هبة إلهية
منحها الله لقلوب البشر.......
قد لا نستطيع أن نمنع الأذى عن
الأرض ولا نستطيع أن نوقف الحروب ولا نستطيع أن نجعل عالمنا عالم مثالي .......
وإنما يمكننا أن نكوّن بذرة واعية مزروعة في أرض خصبة حتى تعطي آلاف السنابل التي
سوف تصبح ملايين وهكذا ... فبذرة التغير تأتي فينا من أعماقنا من قوة وجودنا ضمن
اللحظة ..
علينا
أن نتمتع باللحظة بصمتها، بقوتها، عندما نكون مع الطبيعة نتوحد معها نسمع زقزقة
العصافير نشاهد تمايل الأزهار، حركة العشب ،الألوان المتمايلة هنا وهناك بانسجام
تام ...مرور نسمات الهواء تداعب وجوهنا ولكن للأسف لا نشعر بهذه السعادة لأننا
لسنا ضمن حدود سحر اللحظة.
ودائماً
نقول بأن الكون ليس عادلاً والطبيعة ليست متوازنة لأننا لا نرى سوى البؤس الذي
يعيشونه البشر الذي يأتي من العيش ضمن اللحظة التالية لما بعد اللحظة .والبؤس الذي
يعيشون ضمنه يستحقونه لأنهم هم الذين جلبوه لمحيط وعيهم ، والأكوان دائماً تجود
علينا بخيراتها وتعطينا مجاناً ولكن عندما نكون مستعدين لتقبل هذه الخيرات فلنبتعد
عن العجلة في الحياة ونخرج من دائرتها المغلقة ونلتفت ولو قليلاً إلى ما نحن عليه
. وتحصل المعجزات معظمنا يقول بأن عالم المعجزات قد ولى وذهب بدون عودة ولكن
معجزات الله موجودة في اللحظة ووعينا لها وتسليمنا لما سيحصل ستكون هذه اكبر
المعجزات الحقيقية وسنعيش طول حياتنا والحياة تفيض وتهبنا الهبات وراء الأخرى .
فالمعجزة تنبع من الأيمان بقوة وجود الله في اللحظة التي تلي لحظتنا القادمة
وتسليمه قيادة دفة حياتنا ...
فلندع
يا أخوتي قوة حضرة اللحظة في حياتنا تطوف بأعماق أعماق أرواحنا.. وننتظر حدوث
الأعاجيب الإلهية التي كنا نحكم عليها بأنها قد ولت ولكنها تنتظر صفاء تفكيرنا
لتتفجر وتولد معلنة الولادة الجديدة ...