من الطبيعي والبديهي أن تصادف أي مؤسسة تعليمية أو غير تعليمية بعضا من المطبات والعثرات في كل عام وهذا أمر لا مفر منه بل هو من واقع الحياة والتجربة,عثرة هنا وزلة هناك وتستمر ديمومة العمل في كل مكان ولكن هل من الطبيعي أن تتهافت المصائب دفعة واحدة كسبحة انقطع خيطها ودون سابق إنذار لتعم الفوضى في كلية عريقة مثل كلية طب الأسنان في جامعة دمشق؟
بالتأكيد لن يسر الداخل إلى الكلية بما سيلاقيه من أعمال تكسير وهدم وإصلاح لبعض الأماكن الجانبية في الكلية والتي لا تضايق ولكن لو اقتصرت على هذا النحو لقلنا عابرة سبيل!!
ولكن سيفاجأ الداخل قبل ذلك بالخزانات القديمة التي تتكدس بالممرات وفي البهو العام مضيقة الطريق والأدهى إن كان الطلاب يخرجون أغراضهم من الخزانات فانتظر!!
وقد كان الوعد أن تأتي دفعة الخزانات الجديدة والتي لم تصل بعد فيا ترى أين سيضعونها في حال قدومها؟ هل سيسدون الطريق نهائيا حيث أن أماكن وضع الخزانات هي من الأماكن التي تخضع للتصليحات!!
كل هذا عادي ويمكن أن تصادفه أي كلية ولكن ما بال المكتبة مغلقة في هذا العام والتي أبت أن ترحل وحيدة فأخذت معها المقصف الذي كان ملجأ بعض الطلاب في أوقات تعبهم وفراغهم أو حتى كانوا يدرسون به عندما تضيق المكتبة بما رحبت!!
أما عن مستودع الكتب فلا يزال يعلق الكتب الفلانية تحت الطبع من ثلاثة أسابيع حتى الآن والطلاب بانتظار كتبهم ليباشروا الدراسة والتواصل مع ما يأخذونه من مقررات عديدة في هذا العام الجديد.
وبالنسبة لقسم النسج والتشريح المرضي فلا يزال للأسبوع الثالث على التوالي بدون مجهرات حيث أن أعمال التجديد لم تنته بعد والطلاب يأخذون جلسات التشريح والنسج دون المجهرات فأي قيمة للجلسات دون المحضرات النسيجية والمرضية!!
ويبقى الأجمل من ذلك أن طلاب إحدى السنوات جاؤوا ليحضروا محاضرة لهم في المدرج الأول وقد كان أعلن عنها سابقا أنها ستعطى في ذاك الوقت دائما بدلا من وقتها الذي كان في الساعة السابعة صباحا وإذ بهم يفاجئون بمجيء مدرس لمادة أخرى وإعطاء محاضرته في حين كان طلاب السنة الأولى أيضا في بداية المحاضرة يتدفقون إلى المدرج لأخذ محاضرتهم التي كان قد أعلن عنها في نفس الوقت حيث تم في النهاية تحويلهم إلى مدرج آخر وعن المادة التي كان قد تم تغيير وقتها ولم يحضر مدرسها وحضر مدرس آخر لمادة أخرى (لنفس السنة) فقد جاء الطلاب في اليوم التالي الساعة السابعة صباحا على الموعد الأصلي دون حضور أحد سواهم مما اضطرهم للانتظار والصبر الجميل إلى المحاضرة التي تليها.............
وخلاصة القول أنه كان من المقرر ثلاث محاضرات في وقت واحد وفي مدرج واحد
ولكن يبقى السؤال الأهم هل هي موجة عابرة تعترض كلية يعتبر خريجوها الأفضل على مستوى الشرق الأوسط أم هي بداية حقبة جديدة......