إنها تمطر ... في الداخل تمطر ...
في روحي تمطر .. في قلبي تمطر ...
مطر قد اشعل النار في حشاي .. في دمي ..
هدوء ... كل الكائنات قد هدئت .. قد نامت .. قد ماتت..
ماتت قبل نهاية الحياة ... قبل ان ينتهي الطريق ...
عندما كنت أبحث عن صديق ...
صديق يسمعني ... يفهمني ... يدرك معني ما أقول وما يكتب قلمي ...
صديق اسمه كأسمي ... وفكره كفكري ...
لنكمل الطريق ...ولكن لا صديق .. لا أنيس .. لا سمير...
وحيد ... حقاً أنا وحيد ... على مفترق طرقٍ بعيد ....
هاهي تمطر من جديد .... لتضخ دمي في شرايين الأرض ..
لتنبت أزهاراً تغذت على دمي .. لتكون لي أعز صديق ...
صديق افتديته بدمي .. حتى قبل أن أعرفه ..
لتعيد لي ذكريات ... ذكريات موتي ...
حتى تكون إكليلاً على رخامة قبري ....
لتزين لي قصري ... فهي من دمي .. وعطرها من عطري ...
لتكون أوراقها لفافة تبغي الأخيرة .. فأنا أعشقها...
لأنها الوحيدة التي إحترقت من أجلي ... كما كان يحترق قلبي ...
ليطير دخانها في السماء ... ويصبح غيمة بيضاء ...
لتمطر من جديد .. ليحيّ مائها الكائنات ...
لتمطر من جديد .. قبل يوم العيد ..
العيد الذي سيأتي فيه الصديق ... من بعد طول انتظار ...
ولكني مللت الانتظار ....
لقد فاته القطار .... قطار روحي ..
لأن لولا روحي ... لما أمطرت السماء ... ولا فاق الأصدقاء ..
فيا أيها البشر ... ترحموا على من كان مثله عندكم كالحجر ...
بقلم مؤمن ...