كان حبهما مختلف وغريب بكل المقاييس فهو مرفوض لكل المقاييس فهو بكل المقياس المتعارف عليها مخالف لكل العادات والعرف الذي يسود المجتمع ومخالف لقوانين الشريعة لأنظمة القانون كان حب مختلف ولكنه حب
حب بدأ كما يبدأ كل حب بتعارف في مكان ما في مجتمع ما في حالة اجتماعية ما وبدأت تنجذب له وتزداد كل يوم ساعات التفكير فيه ولكن العقل يرفض
ويقاوم ولكنها بحاجة إلى هذا الحب حب من نوع أخر حب مختلف وهي بطبعها لا تحب الاستسلام وفي كل مرة تحاول بطرق مختلفة وقوبلت هذه المحاولات بالرفض بكل احترام ومحبة وتلك المشاعر موجودة عند الطرف الأخر ولكنها مرفوضة بكل المقاييس ......
وقاوم الطرفين هذا الحب وكانت مشاعرهم بين مد وجزر طيلة اشهر إلا أن أشعلت الشرارة بلحظة ما ......
و كم هي لحظات الضعف التي لم تستطيع مقاومتها وكم كان هذا الحب يجتاح كيانها
وكان هو ليس أفضل حالا منه فلقد اجتاحته حمى الحب .... واستسلام لمشاعرهم وعاشا لحظات وأيام وأشهر لم يعرف أي من العشاق مثلهم .... هناك دوما في مكان ما حالات من الحب لا يعر ف لها مثيل وموجودة في مجتمعات مختلفة وبيئات متنوعة وشوارع كبيرة وأزقة صغيرة ومنازل ليس لها منافذ
ولا يعني إذا كانت هذه الحالات لم تنشر ولم تعرض ولم تعرف بأنها اقل من غيرها بالأهمية والسعادة وبالصعوبات
كان حبهما غريب ومتأرجح دوما بين مشاعر القلب ورغبات الروح ولسان العقل ومنوط بالعادات والعرف
رغم كل الصعوبات عاشا حالة حب رائعة فيها الكثير والكثير كان يبدأ يومهما بصباحات محملة بعبق الورد والياسمين وينتصف نهارهم
بمحادثات مطولة ونقاشات مختلفة ليسرقا قبل قدوم الليل ساعات من الفرح يعيشان حبهما الخجول الذي لم ولن يكتب له يوم أن يرى النور ليأتي الليل ويكون البعد المكاني والزمني لعلاقتهما ويعيش كل منهما مشاعر مختلفة ورغبات حائرة ويتجدد حبهما ويكبر ليكون الصباح محمل بأجمل وأروع الصباحات كان يقول لها دوما أن كل السنين الماضية كانت الحياة قاسية عليه وشحيحة بكل أنواع الحب إلا أن وجودها بحياته عوض كل ما مر به من قسوة الحياة
وكان بطبعه صامت هو رجل من الرجال الذين يحبون الصمت وتعشق صمته وعندما كانت تطلب منه الكلام يجيب على لسان احدهم : شعوري نحوك يتخطى –صوتي – يتخطى حنجرتي –لان حبي لك فوق مستوى الكلام قررت أن اسكت والسلام
لم يترك فرصة إلا وكان يكتب لها من قصائد نزار الرائعة
فتزداد عشقا وولها له رغم أنها تعلم في النهاية أن الباب سيغلق في وجهها وخلال فترة حبهما التي لا تعرف كم امتدت زمنيا سنة أو أكثر – أو اقل أوصدت أبواب كثيرة بوجهها ولكنها كانت تعشقه وتعشق كل لحظات الفرح التي تعيشها معه في حياة كانت غير منصفة معها منذ ولادتها – فتعود لتفتح الباب من جديد وكثيرا ما يكون الباب محكم بإغلاقه فتهرع إلى نافذة كبيرة كانت أم صغيرة أي منفذ المهم أن لا تستسلم لأنها لم تعش حبا كما عاشت لحظاته معه وبه ومن خلاله كانت تعشق نظراته – حبه – صوته – وتقول له : تلومني الدنيا إذا أحببتك وكأنني أوجدت الحب واخترعته وكأنني على خدود الورد قد رسمته
ولكن هذه المرة أغلقت كل الأبواب وألغيت كل النوافذ ولم يعد يتبقى لها منفذ صغير لترى الفرح والنور الذي كانت تراه
كان لا بد للنهاية – وفي كل المحاولات السابقة كانت تعتبر النهاية قادمة لا محالة –وتكون عندها النهاية لبداية أروع وأجمل – ولكن صوت العقل والمنطق كان لابد أن يقول كلمته أخيرا
كل عاشق يترك معشقوه في النهاية قال ذلك وفي عينيه حزن
لم تقبل ولا تستسلم بسهولة فحبهما منحها سعادة لم تتذوقها من قبل ولكن هذه المرة كانت النهاية مختلفة كحبهما لم يفتح لها هذه المرة ولا نافذة صغيرة
أغلق كل الأبواب كلها وعادت تلملم أحزانها وحيدة وهي تسمع صوت ماجدة يصدح بأغنية طالما تغنت بها
احبك جدا جدا واعرف إني تورطت جدا وأحرقت خلفي جميع المراكب واعرف إني سأهزم جدا برغم دموعي
وسHبقي احبك رغم يقيني أن الوصول إليك محال واعرف أن هواك انتحار واني حين سأكمل دوري سيرخى علي الستار
نعم أوصدت الأبواب وأغلقت النوافذ وأسدل الستار على حالة حب من ألاف حالات الحب التي تعيش في مجتمعات وشوارع وبيوت مختلفة
احبك جدا