سأبحثُ عنك في المنفى وهذا المنفى شرياني
ولو أردتُ أنْ أُشفى فَدائي يأبى نسياني
سأبحثُ عنْ بقايا موج تناثر على شطآني
أحبُ حزنك الغامضْ يا منْ تشبهين أحزاني
بحثتُ ولمْ أجدْ وطناً ووجعُ الغربة يهواني
عشقتُ المنفى كالوطنِ فيغدو المنفى أوطاني
إذا أتنفسُ أو لمْ أتنفسْ عندي سيّانِ
وأنت بعيدةٌ عني يصيرُ المنفى عُنواني
رفاتُ قلبي تنتظرُ على صخور صوانِ
على رمل على شجر بعضُ رماد النسيانِ
فأنا كنتُ ولم أزل أعيشُ بمنفى أوطاني
أنا ذكراك لنْ أنسى ولوْ بنبيذ رهبانِ
أحبك مرة أكرهك يعيش فيني ضدانِ
أنا أدمنتُ أشياؤك أدمنتُك حتى الهذيانِ
أدمنتُ صمتَك والصوت ودفء يديكي ترعاني
غداً أوراقي تحترقُ مثلي بلهيب نيراني
ولنْ يطفأها لوْ حتّى أتى عشرونَ طوفانِ
أنا الألمُ أنا الغربة وهما لي إسمانِ
مع الريح رحلتُ بصمتْ هربتُ لدُنيا أشجاني
أنا لمْ أعدْ ملكي أنا مُلكٌ لأحزاني