news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
سعف النخيل 3... بقلم : شجرة النخيل

 بيت من الحجر والطين..جدران عريضة نوافذ ضيقة..


 هكذا كانت البيوت في قرية(تل تمر) من حوالي واحد وأربعين عاما.

 كنت وقتها في الصف الثالث..

 شجرة التوت العملاقة.. كانت الأكبر بين صديقاتها شجيرات المشمش..

 وأشجار السرو والصنوبر..كما لو كانت غابة كثيفة..تمتد على ضفاف نهر الخابور.

 

 كانت هناك سينما في القرية (تصوروا في القرية من واحد وأربعين عاما).

 كنت أذهب كل يوم أحد لحضور فيلم(لان العطلة كانت يوم الأحد في تلك القرية).

 أتذكر أول فيلم حضرته (عقد اللولو...للفنانة صباح والفنان المرحوم فهد بلان)..

 كانت السينما تعرض فيلما جديدا كل أحد وكانت أغلب الأفلام هندية(  محسوبتكم لازم تحضر الفيلم الجديد)..

بالنسبة لي أصبح هذا جزء أساسي من حياتي..بينما أختي كان اللعب هوسها..وخاصة الاستكشاف في تلك الغابة..

 

كل شيء كان بالنسبة لها لعبة..حتى تلك الآلة الحربية القديمة(المنجنيق) التي كانت تقبع بين الأشجار...

كان ارتفاعها حوالي عشرة أمتار..بشكل مائل.. كانت تصعد إلى أعلى تلك الآلة كل يوم, وأنا أنظر إليها من الأسفل..

كنت أستغرب صعودها كل يوم...حتى نادتني للصعود في إحدى المرات ..وصعدت بصعوبة (من الخوف )..

 منظر ولا أجمل..عش كبيرا بناه اللقلق الذي طالما نظرت إليه وهو يطير محلقا فوق الأشجار..

بقيت لفترة طوبينها.. أنظر إلى العش ..المبني من بقايا الريش والقش.. متداخلة فيما بينها ..بتصميم جميل..

 

حتى الإنسان لا يستطيع أن يفعل ذلك بهذا الإتقان..

مضى من الوقت نصف ساعة تقريبا قلت لأختي (يلا ننزل أنا تعبت.. لم أسمع إجابة!!!)

التفت إليها ..لم أجدها....وحدي في الأعلى..

قلبي بدأ ينتفض يكاد يقفز من جسدي( آه يا ماما كيف بدي انزل..الله يلعنك يا أختي خليتيني أطلع وهربتي)..

نزلت ..(ويا ريتني ما نزلت)..كان قد مضى من الزمن ساعتين على مغادرتنا البيت..

 

سمعت صوت أمي ينادينا ..ركضت إليها بسرعة ..(أين أختك) نظرت إليها بذهول ..

ترى أين هي ؟؟ ألم تذهب إلى البيت؟؟(وهي اللي تركتني عند العش لحالي..يا الله ليش عم تعمل هيك)..

قلت لك أين أختك؟؟؟ أجبتها (بخوف من أي شيء لا أعرف):والله ما بعرف هلئ كانت هون؟؟؟!!!كالعادة..

بدأنا البحث والنداء بين الأشجار.. فوق الأشجار ..في كل مكان..

معقول أن تكون ذهبت إلى هناك؟؟؟؟ لا لا مستحيل...

 

قلت لأمي:(ماما يمكن تكون على ضفة النهر) امتقع وجه أمي (ما عاد يتفسر)...

ذهبت مسرعة إلى هناك..وأنا أركض خلفها...

وكانت المفاجأة..!!! أختي واقفة على متن قارب للصيد.... في منتصف النهر...

كان أحد الصيادين قد ربطه على الضفة..

سألتها أمي:(شو عم تساوي عندك؟؟..كيف طلعتي؟؟؟ كيف رحتي لنص النهر؟؟..)

 

بكل برودة أعصاب أجابتها: (عم صيد سمك)...(بدي طعميكن سمك)..

تنفست أمي الصعداء.. وأنا ذهبت لأنادي صاحب القارب.

أردت الكتابة عن قصصي وأختي ..هناك الكثير ..الكثير

رحمة الله عليك يا أمي كم عانت معنا وبسببنا...........

2011-03-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد