news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قلب الأم يكشف عن أسراره ... بقلم : الدكتور مصطفى ماهر عطري
syria-news image

كثيرة هي عجائب الدنيا و أعجبها هو الإنسان و أعجب ما في الإنسان هو قلبه و أفضل القلوب البشرية على الإطلاق هو قلب الأم ,و عندما نقرأ قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) (الأحزاب 4 )


نفهم هذا أن لكل إنسان قلباً واحداً فقط إلا أن الله عز و جل قد جعل في قلب المرأة الحامل قلبين أو أكثر و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى قدسية الأم و أهميتها في الحياة الإنسانية بصورة عامة و في الحياة العائلية بصورة خاصة و هذا يدل أيضاً على أن مساحة الحب لديها أكبر بكثير من الرجل .

و لا شك فإن قلب الأم هو شمس الطبيعة الثانية حيث تخترق أشعتها قلب جنينها و تمده بالأكسجين و الأغذية المختلفة المحلاة بكل الثمرات المشرقة من المحبة و العطف و الحنان و الرحمة و الوفاء و الإحسان و الطيبة بالإضافة للأفكار السامية و عندما ينبض قلبها بذلك الحديث الإلهي في الجسم عبر الأوعية الدموية يصبح فردوس الله في أرضه ...

و لهذا كان الفلاسفة و الحكماء القدماء على حق حينما اعتقدوا بأن القلب يحاكي كافة أعضاء الجسم عن طريق نبضاته و خصوصاً قلب الأم و هو يحاكي قلب جنينها ...!

و من الطرائف التاريخية أن إنسان الحضارات القديمة كان يشير إلى قلبه عندما يفكر و أن الفراعنة و الهنود الحمر كان يعتقدون أن العقل في القلب لا في المخ و كذلك كان رأي فلاسفة اليونان و منهم أرسطو حتى جاء العصر الحديث وبدأ بعضهم يؤيد أن العقل في القلب و منهم البروفيسور ( بول بيرسال ) و البروفيسور ( جاري سوارتس ) و البروفيسورة ( ليندا راسك ) أساتذة المناعة النفسية و العصبية في أمريكا و كذلك البروفيسور (دين أورنيش ) أستاذ القلب و الأوعية الدموية بكلية الطب في سان فرانسيكو في أمريكا و كذلك الدكتور نوبار بويجيان من بلجيكا

و يعتبر علماء القلب بأن القرن الحادي و العشرين سيكون الأمل الحقيقي في اكتشاف أسرار القلب ,وعلى الرغم من أن قلب المرأة أصغر من قلب الرجل بنحو 20 غراما إلا أن الأبحاث العلمية تؤكد بأن قلبها أقوى بكثير من قلب الرجل بل ذهبت بعض الأبحاث العلمية الأخرى إلى إثبات أن الحواس الخمس للمرأة أكثر دقة و حساسية من حواس الرجل وفي الحقيقة فإن تلك الحواس ما هي إلا نوافذ حقيقية للقلب

فالله تعالى خلق قلب المرأة على درجة عالية من التحمل و القوة و ذلك أن هذا القلب الوديع يتحمل العبء الكبير في أثناء فترة الحمل حيث يزداد عمله بصورة تدعو للدهشة لهذا الإعجاز الإلهي و من قلوب الأمهات المشبعة بالحنين تتولد بصورة تلقائية وعفوية طاقة الحياة الإيجابية المتدفقة و تعتبر هذه الطاقة هي أولى دروس الحب الإنسانية السامية و هذا ما أثبته الطب الحديث في أن قلب الأم يؤثر في تكوين الإنسان منذ نعومة أظفاره و هو ما يزال جنينا في رحم أمه , و يعد إيقاع نغمات قلب الأمٍ بمثابة رسائل متبادلة بينهما لأن القلب هو العضو الوظيفي الأول في حياة الإنسان ويعمل منذ اليوم الثاني و العشرين لحياته و هو ما يزال جنينا في رحم أمه بعد أن يتلقى أول صدمة روحية رقيقة من طاقة الحياة و التي تمد قلب الجنين بالحياة

 

فسيولوجيا القلب خلال الحمل و النفاس

يتحمل قلب الأم العبء الكبير في أثناء الحمل حيث يزداد حجم الدم خلال الحمل وتبدأ الزيادة مبكرة خلال الأسبوع السادس و تزداد حتى منتصف الحمل حيث تستمر الزيادة فيما بعد ولكن بصورة أبطأ نسبيا وتختلف الزيادة بين أم و أخرى بين 20 إلى 100% ووسطيا 50% ويبدو أن هذه الزيادة ترتبط بوزن الجنين و وزن منتجات الحمل و المخاض ووزن الأم (لوحظت زيادة أكبر في حالات تعدد الأجنة والأمهات الولودات)وبما أن زيادة حجم الدم أكثر سرعة من زيادة الكريات الحمر فإن تركيز الهيموغلوبين ينخفض خلال الحمل محدثا فقر الدم الحملي الفسيولوجي ويمكن تصحيحه جزئيا بتناول مركبات الحديد اليومية

وتبلغ ذروة سرعة قلب الأم خلال الثلث الأخير بزيادة (10-20) ضربة في الدقيقة ويزيد عدد الأجنة سرعة القلب أكثر وينخفض الضغط الشرياني الجهازي خلال الثلث الأول من الحمل ويبلغ ذروة انخفاضه في منتصف الحمل ويعود لقيمته الطبيعية في فترة ما قبل الوضع

وخلال فترة المخاض و الوضع يزداد استهلاك الأكسجين ثلاثة أضعاف عن المعدل الطبيعي ويزداد نتاج القلب بنسبة 50% خلال التقلصات الرحمية.

 

التقييم القلبي خلال الحمل

يترافق سير الحمل السوي مع التعب و نقص القدرة الجهدية و زلة تنفسية مع خفة رأس و ضيق وانزعاج و كذلك فإن توسع الأوردة الوداجية يسبب زيادة حجم الدم ووذمة الساقين وغالبا ما تلاحظ في نهاية الحمل السوي مما يؤدي لتشخيص خاطئ لقصور القلب أو إعطاء إنطباع خاطئ بزيادة شدته كونه موجود سابقا ,ولهذا ندرك لماذا كانت فترة الأمومة عند المرأة قصيرة نسبيا لأن الله تعالى يعرف أنها تتحمل فوق طاقة البشر ولهذا كانت مفاتيح الجنة بحق (تحت أقدام الأمهات).

هل تستطيع الأم برمجة قلب جنينها؟؟!!

نعم تستطيع الأم فعل ذلك فالقلب ليس فقط مضخة للدم كما اتفق العلماء سابقا ولابد من الإشارة إلى أن عمليات زرع القلب التي يتم إجراؤها وكيف يتأثر المريض بالقلب الجديد الذي تمت زراعته في جسده و هل هنالك ذاكرة للقلب تنتقل بدورها من المعطي إلى قلب المستقبل و هذا ما أثبته فعلا بعض العلماء من خلال مئات القصص الحقيقية أورد أهمها:

1 – هناك قصة امرأة تدعى (كلير سيلفا )ذكرت أنه في 29/5/1988 تمت زراعة قلب لها ورثة من شاب عمره 18 عاما مات في حادث سير ذكرت أنها بعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية و تحب بعض الأكل الذي لم تكن تطيقه من قبل مثل الفلفل الأخضر و قطع الدجاج المقلية وشرب الكوكا كولا و عندما قابلت أهل الشخص المتبرع بالقلب تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون مرآة لتصرفات المتبرع ,بعض العلماء تجاهلوا هذه القصة و اعتبروها محض صدفة لكن البعض الأخر اعتبره كدليل قوي على وجود ما يسمى بذاكرة الخلية و التي بدأت تستحوذ على الاهتمام العلمي مع تقدم تقنية زراعة القلب

2- تمت زراعة القلب لفتاة عمرها 8 سنوات و كان القلب مأخوذاً من فتاة مقتولة عمرها 10 سنوات و بعد الزرع أصيبت الفتاة بكوابيس مفزعة تصور قاتلاً يقتلها و كانت مرهقة جداً و ذهبت بها والدتها إلى استشارة الطبيب و كانت الصور التي حلمت بها واضحة و محددة لدرجة أن الطبيب و الأم أخبرا الشرطة بصورة القاتل الذي ظهر في أحلام ابنتها و عن مكان الجريمة و زمانها و الآلة التي قتلت بها و بواسطة هذه الصفات قبضت الشرطة على القاتل و كان ما أخبرته الفتاة دقيقاً جداً

3- حالة شاب عمره 18 عاماً كان يكتب الشعر و يعزف الموسيقى و يغني و قد توفي في حادث سير و تم نقل قلبه إلى فتاة عمرها 18 سنة أيضاً و في مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل و شرعت في اكمال الأغنية التي يرددها رغم أنها لم تسمعها من قبل .

 

حقيقة التواصل بين الأم و الجنين و هو في رحمها :

العديد من علماء النفس و بعض أطباء و طبيبات التوليد يؤكدون بأن الكثير من الأمهات تروي لهم بعض القصص الغريبة عن امكانية التحدث و اتصالهن مع الأجنة في أرحامهن و أغرب هذه القصص قصة سمعتها عن أم انكليزية تعرضت لتجربة غريبة مع جنينها و زوجها و خلاصة القصة أن المرأة لم تكن راغبة بالحمل و لما أحست به أرادت اجهاضه و كان زوجها معارضاً لعملية الاجهاض و بعد فترة من الاختلاف حول الموضوع نجحت الأم في اقناع الزوج بما تريده ثم وضعت موعداً للاجهاض و قبل ذلك الموعد رأت الأم في نومها حلماً ... تقول الأم : في احدى الليالي جاءني طفلي في المنام على شكل صبي في الرابعة من عمره يتوسل إلي أن أحتفظ به و كانت كلماته بالضبط ..ماما سأكون ولداً صالحاً أرجو أن تحتفظي بي و لن أسبب لك أي ازعاجات و الغريب أن الطفل كان يرتدي ثياباً فيكتورية تنتمي إلى القرن التاسع عشر ..إلى هنا و القصة طبيعية يمكن أن تحدث لأي امرأة يؤرقها هاجس الاجهاض و لكن الغريب هو ما حدث بعد ذلك فالمرأة لم تخبر زوجها بالحلم حتى لا يزيد من معارضته و مع ذلك جاء زوجها بعد أيام قليلة ليخبرها عن حلم رآه و كان حلم زوجته نفسه و كان الطفل الذي رآه الزوج بالعمر نفسه و المواصفات نفسها بل بالملابس الفيكتورية نفسها و قد غيرت الأم رأيها و أبقت على الطفل الذي أصبح فيما بعد طالباً متفوقاً في الجامعة

و تؤكد روايات أخرى لبعض الأمهات أنهن قمن بتطوير طريقة ثابتة في التعامل مع الأجنة في بطونهن و تقول احداهن إن جنينها يستجيب للنقرات الخفيفة التي تطالبه بإثبات وجوده فيقوم بالتحرك و الرفس في بطن أمه بل تقول (شارلوت ريتش )احدى الأمهات من ولاية فلوريدا أنها عودت جنينها على روتين يومي في الهدوء و الحركات فهو يصحو معها صباحاً فتكلمه و تدعه يقوم ببعض الحركات و الرفسات و بعد أن تتناول افطارها يقوم هو بإيقاظها بعد ساعتين و بمزيد من رفساته حتى تخرج لتمارس قليل من المشي !!

غير أن التجارب العلمية مضت إلى ما هو أبعد من ذلك فقد ثبت أن الجنين يستجيب للموسيقى ويستجيب لكلام أمه معه بل هناك العديد من الأمهات يقرأن لأطفالهن وهن في بطونهن .

و إليكم هذه القصة الواقعية العجيبة وقد جرت أحداثها في مدينة دمشق إنها حكاية أم حامل كانت تناغي طفلها و هو في أحشائها حيث تتلو القرآن الكريم بصوتها الحنون وتكرر ذلك مرارا و على مدى الساعة و حين وضعت وليدها وصار له من العمر حوالي سنتين ونيف كان ينطق بلسان فيه شيء من الثقل و عدم الوضوح في مخارج الكلمات والأم كعادتها تابعت تلاوة الآيات القرآنية لوليدها و حين تقرأ أية من قصار السور كان يكملها حتى ولو كان يلعب و لكن بشكل واضح هذه المرة رغم أنه لم يقرأ القرآن من قبل بحكم صغر سنه وقد حفظ هذا الطفل القرآن غيبا فيما بعد و هو لم يكمل الخامسة من عمره !!!

وتؤكد بعض الدراسات العلمية أن العديد من الأمهات الأمريكيات اللواتي اعتدن القراءة لأجنتهن يؤكدن أن أطفالهن كانوا أسرع في تعلم مهارات الفهم و الاستيعاب من غيرهم وكذلك أثبتت تجارب علمية أخرى أن الجنين يستجيب للموسيقى ولغناء أمه !!

وما تشير إليه هذه القصص و التجارب العلمية هو أن الأم تستطيع أن تبرمج قلب طفلها حتى وهو جنين في رحمها ,كل ذلك يلقي شيئا من الضوء على هذه العلاقة المقدسة التي وضعها الخالق سبحانه و تعالى في جسد الأم و هذا ما يجب علينا تطويره و الاستفادة من مستجدات العلم في الحفاظ عليه و تنميته بإتجاه حياة أسرية أكثر صحة ونماء, و لهذا أستطيع أن أقول :

بأن الأم تستطيع أن تربى أطفالها و تعلمهم و هم أجنة صغار في رحمها .

و حقيقة القول فإن أروع آيات الطبيعة هو قلب الأم عندما يتناغم مع قلب جنينها ليعزفا معا أول لحن بشري مشترك عرفه التاريخ ألا وهو لحن الحب و السلام وعلى أوتار الحبل السري أوتار المودة و الوفاء .

 

الدكتور مصطفى ماهر عطري

استشاري أمراض القلب و الأوعية

2011-03-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)