دار حديث بين جارتنا وزوجتي عن احوال أولادنا في مدارسنا الحكومية و بينما كانتا تتجاذبان اطراف الحديث ، كانت أذني الطويلة تتدلى من رأسي كالمايكرفون و تتنقل من واحدة إلى الأخرى
في حين ان ذهني كان يقلب صورا محشوة في ذاكرتي كمسؤول كلف بالعمل على الكومبيوتر و لا يتقن منه سوى لعب السوليتير , و إليكم مقاطع من الحوار مع الصور الذهنية المرافقة ...
جارتنا: بالأمس جاء ولدي يطالبني بمبلغ 125 ليرة قيمة احبار للمدرسة و لم افهم ماذا يريد فأجريت اتصالا هاتفيا بالمدرسة و لم اجد الآنسة التي تطالب ابني بالمبلغ فردت علي مدرسة اخرى فعلمت منها أن المدرسة الحكومية تعاني شحا" بالأقلام التي يكتب بها المدرسون على السبورة البيضاء .
زوجتي: معقول؟ فمعلوماتي تقول اننا في الألفية الثالثة ندفع رسوم التعليم المطلوبة فكيف لا تتوفر الأقلام .
الصورة الذهنية: (غرفة دراسية طينية مسقوفة بسعف النخيل و كهل يجلس على الأرض و الطلاب الصغار كل منهم يحمل لوحا من الطين و مسمارا ليكتب عليه) .
جارتنا : و لكن الآنسة التي ردت علي قالت أن المبلغ مبالغ فيه و ان الآنسة غير محقة في مطلبها بل يجب عليها أن تخفض المبلغ بحيث يكون حصة كل طالب 30 ليرة أو عدة أقلام بدلا من ذلك
زوجتي: تو..............ت ...... تو..........ت (حذف الكلام بسبب قطعه من الرقابة)
جارتنا: و الأمر الذي أزعجني أكثر أن ولدي في الصف الأول الابتدائي لديه امتحان على الطريقة الحديثة أسئلة تعتمد أسلوب اختيار الاجابة الصحيحة من بين عدة إجابات .
زوجتي: نعم انها الطريقة الحديثة.
جارتنا: و لكن المشكلة أن الأسئلة لم تطبع على الورق لتوزع على الطلاب كالعادة بل كتبت على اللوح و يقوم طلاب الصف الأول الابتدائي بنقلها عن السبورة ثم الاجابة عنها و لدى سؤالي عن الموضوع قالوا أنه لا يوجد لديهم آلة طباعة للأسئلة أو آلة تصوير .
زوجتي: وهل بقي مدرسة لا يوجد فيها كومبيوتر و آلة طباعة وورق؟
جارتنا: قالت المدرسة ان الورقة الواحدة تكلفهم خمس ليرات و في هذا هدر للمال و لميزانية المدرسة الصورة الذهنية: مدرس من السبعينيات يطالب الطلاب بصنع نماذج من مادة صابون الغار حصرا و الرسم على البيض الني و تلوينه لينالوا علامة الرسم و الأشغال.
زوجتي: ان ابنتي في الروضة تشتكي ان الأولاد يضربونها و المعلمة لا تستطيع منع الأطفال من ضرب ابنتي لأن الضرب ممنوع في المدارس و تحت إلحاحي الشديد على حل الموضوع اخذت تستخدم أسلوب التخويف من غرفة الفئران.
جارتنا : سمعت هذا من ابنتي أيضا و انهم يخوفونه بمعلم سيأخذ الأطفال المشاغبين إلى غرفة الجراذين .
الصورة الذهنية: (أطفال يتعلمون القرآن تحت شجرة بلوط قديمة و المعلم رجل عجوز لديه عصا طولها عدة أمتار لتطال الطلاب البعيدين بدون ان ينتقل من مكانه.)
جارتنا: تو...........ت تو...................ت
زوجتي:تو..........ت تو.....................ت
الصورة الذهنية : تلفزيون ابيض و أسود و الصوت المرافق وشششششششششششششششش