news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
الحمرنة و العصرنة ... بقلم : فرحان متو

دار حديث بين جارتنا وزوجتي عن احوال أولادنا في مدارسنا الحكومية و بينما كانتا تتجاذبان اطراف الحديث ، كانت أذني الطويلة تتدلى من رأسي كالمايكرفون و تتنقل من واحدة إلى الأخرى


في حين ان ذهني كان يقلب صورا محشوة في ذاكرتي كمسؤول كلف بالعمل على الكومبيوتر و لا يتقن منه سوى لعب السوليتير , و إليكم مقاطع من الحوار مع الصور الذهنية المرافقة ...

 

جارتنا: بالأمس جاء ولدي يطالبني بمبلغ 125 ليرة قيمة احبار للمدرسة و لم افهم ماذا يريد فأجريت اتصالا هاتفيا بالمدرسة و لم اجد الآنسة التي تطالب ابني بالمبلغ فردت علي مدرسة اخرى فعلمت منها أن المدرسة الحكومية تعاني شحا" بالأقلام التي يكتب بها المدرسون على السبورة البيضاء .

 

زوجتي: معقول؟ فمعلوماتي تقول اننا في الألفية الثالثة ندفع رسوم التعليم المطلوبة فكيف لا تتوفر الأقلام .

 

الصورة الذهنية: (غرفة دراسية طينية مسقوفة بسعف النخيل و كهل يجلس على الأرض و الطلاب الصغار كل منهم يحمل لوحا من الطين و مسمارا ليكتب عليه) .

 

جارتنا : و لكن الآنسة التي ردت علي قالت أن المبلغ مبالغ فيه و ان الآنسة غير محقة في مطلبها بل يجب عليها أن تخفض المبلغ بحيث يكون حصة كل طالب 30 ليرة أو عدة أقلام بدلا من ذلك

زوجتي:  تو..............ت ...... تو..........ت (حذف الكلام بسبب قطعه من الرقابة)

جارتنا:  و الأمر الذي أزعجني أكثر أن ولدي في الصف الأول الابتدائي لديه امتحان على الطريقة الحديثة أسئلة تعتمد أسلوب اختيار الاجابة الصحيحة من بين عدة إجابات .

زوجتي: نعم انها الطريقة الحديثة.

 

جارتنا: و لكن المشكلة أن الأسئلة لم تطبع على الورق لتوزع على الطلاب كالعادة بل كتبت على اللوح و يقوم طلاب الصف الأول الابتدائي بنقلها عن السبورة ثم الاجابة عنها و لدى سؤالي عن الموضوع قالوا أنه لا يوجد لديهم آلة طباعة للأسئلة أو آلة تصوير .

زوجتي: وهل بقي مدرسة لا يوجد فيها كومبيوتر و آلة طباعة وورق؟

 

جارتنا: قالت المدرسة ان الورقة الواحدة تكلفهم خمس ليرات و في هذا هدر للمال و لميزانية المدرسة الصورة الذهنية: مدرس من السبعينيات يطالب الطلاب بصنع نماذج من مادة صابون الغار حصرا و الرسم على البيض الني و تلوينه لينالوا علامة الرسم و الأشغال.

زوجتي: ان ابنتي في الروضة تشتكي ان الأولاد يضربونها و المعلمة لا تستطيع منع الأطفال من ضرب ابنتي لأن الضرب ممنوع في المدارس و تحت إلحاحي الشديد على حل الموضوع اخذت تستخدم أسلوب التخويف من غرفة الفئران.

 

جارتنا : سمعت هذا من ابنتي أيضا و انهم يخوفونه بمعلم سيأخذ الأطفال المشاغبين إلى غرفة الجراذين .

 

الصورة الذهنية: (أطفال يتعلمون القرآن تحت شجرة بلوط قديمة و المعلم رجل عجوز لديه عصا طولها عدة أمتار لتطال الطلاب البعيدين بدون ان ينتقل من مكانه.)

جارتنا: تو...........ت تو...................ت

زوجتي:تو..........ت تو.....................ت

 

الصورة الذهنية : تلفزيون ابيض و أسود و الصوت المرافق وشششششششششششششششش

2011-03-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد