news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
رسالة عاجلة من سكرتيرة إلى مدير ... بقلم Roula Shamas

كانت تراقبه عن كثب، وهو يلاعب طفلته الصغيرة، ويداعبها حتى تضحك ببراءة وعذوبة، كان مغرما بطفلته سعيدا بها، يحتضنها ويلاعبها، وهي تراقب بهدوء.


ثم اقتربت منه وسألته: إلى أي حد تحبها..؟؟

فأجاب متحمسا وهو لا زال يلاعبها: إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون، طفلتي غاليتي حبيبة قلبي، ماستي الثمينة.

فاقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة: غدا تكبر، ترى ماذا ستفعل إن أساء أحد الرجال معاملتها.

فقال بحماس وجدية: سأقتلـــــه

فنظرت للأسفل، وقالت: كنت طفلة في سنها ذات يوم، وكان أبي مغرما بي، سعيد بضحكتي وبراءة عمري، وكان حريصا على سعادتي، واجتهد في تربيتي وتعليمي، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي، وعندما تخرجت من الجامعة, رحب بفكرة عملي لأنها ستزيدني خبرة ومعرفة في الحياة.

أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب ابنته التي هي أنا، وخاف علي، اجتهد في تدليلي، وعز عليه رؤية الدمعة أحيانا في عيني، واجتهد كثيرا في تربيتي وتعليمي، ثم ولرغبته في أن تكتمل خبرتي في الحياة، رحب بفكرة عملي لأنه وجد في ذلك فرصة لتطوير ذاتي والاعتماد على نفسي في إدارة شؤون حياتي.

ألتفت نحوها، وقد بات يشعر بألم في رأسه

وتابعت الحديث بهدوء وود: ترى كيف ستشعر لو أن أحد المدراء الذين ستعمل عنده ابنتك أساء معاملتها وألقى بكل أخطائه عليها ليظل هو الرجل الذي لا يخطئ فقط لأنه رجل إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك، فصن أمانة أبي، فإن الجزاء من جنس العمل....!!!!

فسألها بعدوانية: إلى ماذا تلمحين....؟؟

أجابت بهدوء وانكسار: لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة، وأب مطعون مغدور....!! ألست ستشعر بمرارة الغدر، حينما تجد ذاك المدير يسيء لابنتك عندما يلقي عليها كل تبعات نزواته وشهواته وأخطاءه المهنية وغير ذلك  أمام رؤسائه في العمل وموظفيه وأمام زوجته وأهله وأصدقائه فقط وفقط لأنه المدير وهو الرجل وهي الموظفة وهي المرأة.

ألا تسمع وتقرأ يوميا ما يتداوله الناس ووسائل الإعلام عن قصص المدراء في  هذا المجال وكيف يتم غالبا إبعاد الموظفة المرأة ويبقى الرجل في مكانه خالدا غير آبه بما آلت إليه سمعة وحياة الموظفة المرأة بسبب استخدامه لسلطته العليا عليها وخشيتها في الفضيحة  في مجتمع لازال يعتقد أن الرجل لا يعيبه شيء ويرى في احتجاج المرأة الموظفة نوعا من التشهير يجد له الرجال الآخرون مئة تفسير وتعليل وتبرير

 

وإني أيها المدير لأخشى على ابنتك من انتقام المنتقم الجبار منك أنت يامن خنت الأمانة، فأخشى أن يريك  الله العبرة في ابنتك 

 

فهل تحبها يا أيها المدير ، هل تحب ابنتك، ....... ؟؟؟

نظر إليها غير مصدق: أنت غير، وبنتي غير.......!!!

قالت بهدوء وبرود: بل كلنا سواء، كما أنكم سواء، وغدا يجيء من يقول لابنتك، أنت غير وبنتي غير.......!!!!

2010-10-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)