news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
كلا لست مسترجلة.... بقلم: ياقوتة الدمشقية

للأسف تمعن الكثير من الفتيات في مجتمعنا بإظهار صفات أنثوية مبالغ فيها مع إبراز مفاتن جسدية مثيرة لإيقاع الرجل في شراكهن


لكن هذا المسكين لا يدري أنه قد وقع في فخ امرأة قبيحة وخبيثة، أجل قبيحة لأنها في داخلها لا تقيم أي وزن للمعاني السامية التي يجب ألا تتخلى عنها أي أنثى وعلى رأسها الأمومة، وأرجو ألا يعتبر كلامي هذا مجرد هجوم على الحسناوات اللواتي يهمهن مظهرهن، بل إنها محاولة لكشف ذلك النوع من النساء اللواتي يبالغن بإظهار ما ليس فيهن فعلاً.

 

إن المأساة في مجتمعنا تكمن في أن بعض الرجال لم يسمع بعد بنظرية النسبية التي جاء بها أينشتاين، ولذلك فإن مجرد اختفاء أو تواري صفة مما يعتبره الرجل صفات أنثوية لدى بعض الفتيات يعني تحولهن في نظره إلى مسترجلات، وقد تكون بعض هذه الصفات جسدية كطول زائد أو منكبين عريضين، إلا أن الأسوأ من هذا كله هو حالة إسباغ الصفة الذكورية على المرأة نتيجة خياراتها أو اختصاصاتها وهذا برأيي غاية في الإجحاف والإهانة بحق المرأة.

 

كلا لست مسترجلة إن قدت سيارتي باحترافية ولن أكون ممن يزاحم الرجال في ميادينهم لأن الشوارع في بلادي ليست حكراً للرجال فقط، لن أكون مسترجلة إذا أصلحت سيارتي عند الميكانيكي دون أن أحتاج لرجل بل سأكون إنسانة عملية، لن أكون مسترجلة إذا كنت واضحة وصريحة في طرح ما أريد وليس الذنب ذنبي إن أصبح معظم الرجال الآن يهابون الحقيقة والصراحة والوضوح إذا كانت صادرة عن أنثى...

 

 لست مسترجلة إن أظهرت جدية أثناء دفاعي عن حقوقي إذا حاول طمسها أي غاصب، لن أكون مسترجلة إذا ثبت على موقفي في مجتمع أصبح الكذب فيه صفة سائدة، لست مسترجلة إن حافظت على عهدي ولم أخلف وعودي في بيئة كثر فيها من يعد ويخلف، لست مسترجلة إن عملت في مجال يعمل فيه الرجال وكنت مثال الموظفة الناجحة، لن أتحول إلى مسترجلة إذا تمكنت من إدارة عمل بالتزامي وكفاءتي التي لا يتمتع بها أغلب الرجال اليوم، لن أصبح مسترجلة إذا لم تفتر شفاهي عن ابتسامة غبية ضمن بيئة العمل، ولن أكون مسترجلة إذا صددت وبعنف الشخص الذي يحاول التقرب مني بطريقة مبتذلة ورخيصة، لن أتحول إلى مسترجلة إذا عبرت علناً عن كرهي لمسلسل صبايا وضحالة الطرح فيه، لست مسترجلة إن لم أكن مجرد نعجة يسوقها الأب ومن بعده الإبن ثم الزوج وأبناؤه الذكور، كلا لن أكون مسترجلة إن لم أبالغ بإظهار حاجتي للرجل وعدم التخلي عنه فقط لأشعر بالأمان المادي.

 

والحق يقال: إن السبب في إطلاق هذه الصفة على بعض النساء هو تلك الفئة من النساء اللواتي يتظاهرن بما ليس فيهن فيبالغن بإظهار الميوعة والنعومة، حتى ضحكاتهن وابتساماتهن وأصواتهن تصبح مبتذلة وسخيفة حينما يجالسن الرجال، فيميل الرجل بشكل فطري وغريزي للمرأة التي أظهرت دلالاً أكثر وهكذا تصبح المرأة الجدية منبوذة حتى من قبل بنات جنسها، والأدهى من ذلك هو نعتها بصفات ذكورية دون الاطلاع على الحقيقة الموجودة في أعماقها

إن أجمل ما في المرأة برأيي هو صدقها، وإن جميع هذه الأقنعة لابد وأن تسقط يوما

2011-03-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)