news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قراءة في عوالم النكتة الحمصية ... بقلم: نبراس الصوصو
syria-news image

تقع مدينة حمص في مركز محافظة حمص أكبر المحافظات السورية


وتبعد عن العاصمة دمشق  مسافة 160 كم , وللمدينة تاريخ مشرف وسجل نضالي حافل , يشكل لأبناء المدينة مصدرا للفخر  والاعتزاز , ويتمتع أبناء حمص بقدرة هائلة على صياغة الطرائف وإطلاقها على أنفسهم , وهذه المزية ليست حديثة العهد  وإنما امتدت معهم في مختلف المحطات التاريخية التي مروا بها

 

 فخفة الدم وسعة الأفق صفة لازمت أبناء هذه المدينة منذ أمد بعيد  , ولذلك يمكن القول بأن "النكتة" هي جزء من التراث الثقافي لأبناء المدينة , وقد ظهرت محاولات توثيقية تثبت تأصل النكتة في شخصية الإنسان الحمصي  , وكان أبرزها ما قام به الإعلامي الحمصي جورج كدر - مؤلف كتاب (أدب النكتة.. بحث في جذور النكتة الحمصية ) – من بحث عميق في جذور التاريخ لتعقب الأسباب في إطلاق النكات على "الحماصنة" .

 

 ورأى مؤلف الكتاب في تميز يوم الأربعاء واعتباره عيد يرتبط بتاريخ المدينة "أنه يوما مقدسا وكانت حمص قبل الميلاد تحتفل بعيد يسمى عيد المجانين وهو يمثل ثورة الطبيعة قبل خلق الهدوء والسكينة وكانت لهذه الطقوس في مدينة حمص أهمية خاصة حيث كانت تعتبر قبلة يحج لها الناس من كافة الدول المحيطة للمشاركة في هذه الاحتفالات" , ومن التفسيرات الأخرى كذلك " هو أنه عندما اجتاح تيمور لنك بلاد الشام كانت المدينة الوحيدة التي سلمت من أذاه هي حمص،

 

لأن سكانها تظاهروا بالجنون في الشوارع، وعلقوا على رؤوسهم القباقيب، وأخذوا يقرعون على الصحون النحاسية، وأشاعوا أن مياه العاصي تصيب كل من يشربها بالجنون وهذا ما جعل الجيش الجرار الذي يرافق تيمور لنك يمر مرورا سريعا بحمص وقد حدث ذلك يوم الأربعاء فاعتبر هذا اليوم هو (عيد الحماصنة)", وقد تطرق الكاتب كذلك إلى صورة الحمصي في الأدب العربي حيث يعتبر شخصية محورية في  كثير من القصص والنوادر الطريفة الواردة في كتب التراث العربي

 

ويؤكد الكاتب أن الدراسات الاجتماعية  , تشير إلى تميز مدينة من المدن في كل دولة من دول العالم كمحطة لإطلاق الطرائف عليها , فكما تطلق النكات على رعاة البقر في تكساس وعلى البلجيك في فرنسا وعلى أهل سوسة في تونس , كذلك تطلق على أهل حمص في سورية ولكن ميزة النكات الحمصية هي أن شخصية الحمصي أصبحت شخصية عالمية تدخل المرح والفكاهة أينما حل وقد استطاع المغتربون السوريون نشر مرحها في كل أرجاء العالم , ولم يكتف الكاتب بالتعامل النظري مع النكتة الحمصية , فقد دعا في أكثر من مناسبة لجعل مدينة حمص عاصمة عالمية للضحك وإقامة مهرجان سنوي لتبادل الطرائف , وقد قام بإنشاء مجموعة على موقع facebook  تحت مسمى أصدقاء النكتة الحمصية

 

 لجعلها وسيلة ضغط على اليونسكو , من أجل إعلان حمص عاصمة الضحك في العالم, وهذه الدعوة لقت اهتماما في الأوساط الاعلامية العربية , ونهاية المطاف يمكن القول بأن إطلاق أهل حمص للنكتة على أنفسهم يدل على ثقة عالية بالنفس وتصالح مع الذات ودماثة في الخلق وهذه الصفات قلما تجتمع في تركيبة إنسان واحد مثلما تجتمع في شخصية الإنسان الحمصي

2011-03-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد