لست من متابعي قناة (mbc4) ولكنني من عشاق رؤية المواهب، والأفكار الجديدة، والإبداعات الفرديّة أو الجماعية ..
ولقد رأيت في النسخة العربية من برنامج ( arab's got talent) نماذج عديدة من مواهب مختلفة ، بعضها جسدية ، وأخرى فنية ، وغيرها صوتية وأخرى مختلفة ..
ولعلَّ من أجمل ما رأيت على الإطلاق هذين الرسامين الموهوبين ، الرجل الذي رسم (أم كلثوم) ، ثم رسم (عبد الحليم) مقلوباً ..
وتلك الفتاة التي رسمت بالرمل لوحةً ولا أبدع ولا أروع، وشعرت أني أرى فيلماً لا لوحة ..!
ولا ننسى ذلك الطفل الفلسطيني الذي أبكى الآلاف ببراءته وقوته وجرأته وكلماته ..
ولكن من بين مئات الموهوبين الذين أتوا وأمامهم هدف واحد ، وقد وضعوا نصب أعينهم العمل والتدريب والدأب والتفكير من أجل الفكرة التي عليهم تقديمها خلال دقائق معدودة ..
من بين هؤلاء خرج الشاب السوري (أصلان أصلان) ..
لم يكن يحمل في جعبته فكرته ولا موهبته فقط ..
بل أضاف إلى ذلك شيء ليس بالقليل من السماجة ، والغلاظة ، وثقل الدم ..
وقد دهشتُ أنا ومن معي عندما رأيناه قد تأهّل إلى المرحلة الثانية ، رغم أنه لا يملك شيئاً من الموهبة أبداً ..
سوى كلماته (ولو لحشوني لحش ، متل الجحش ، وضربوني بالرفش ، عن حبك ما بتزحزحش ..!!!!) ..!!
ولعلي لمست بشكل واضح في المرة الثانية عند البرومو القصير الذي يُعرض عن المتسابق قبل أداء موهبته، لمست الأذى الذي تقصّد المخرج أن يصيب به (أصلان) ..!
فقد استغل بسبب سذاجته وظهر بأسوأ صورة وهو يمثّل نفسه وكأنه (غرندايزر) ..!!!
وكأننا نرى فتى مراهق ، وليس شاب يدّعي أنه من الموهوبين ، ثم يظهر وكأنه غرندايزر ، وربما نراه ساسوكي ، أو نراه فلونة في برامج أخرى ...
ولعل ذلك البرومو عن (الغرندايزر أصلان) أضاف إلى البرنامج جواً من المرح والضحك والسخرية ...
ورغم اعتبار المحكمين في المرة الأولى أن ما ينظمه (أصلان) من شعر عامي شيء من الممكن أن يكون موهبة ، فإن أصلان لم يكن يفكّر في الموهبة أبداً ، ولا في الإبداع .. بل بدا أنَّ همّه فقط أن يفوز في المسابقة ، فاستغلَّ الصراخ وال(عياط) والحركات التي أضحكت الجمهور، بل ووصل الأمر بالتوسّل ليوهم المحكمين أنه يمثّل وليس فقط يلقي شعراً ..
واستمر في التهريج والسذاجة حتى أنه بعد أن إنهاء معركته على المسرح مع كلماته بدأ يلهث ويقول : على بالي قرقع كاسة متة !!!!!
ورغم أنَّ أغلب المشاركين كانوا يلهثون بسبب قيامهم بالجهد البدني والعضلي الذي بذلوه في فقراتهم ، إلا أنني أول مرة أرى شاعراً يلهث بعد إلقاء قصيدته ..!!!
فكان ذلك الشاب حتى اليوم أسوأ من رأيته في هذا البرنامج ، ودوناً عن كلِّ المتسابقين ..
وقد عزَّ عليَّ أن يكون هذا المستوى قد ظهر من شابٍ سوري، وسوريا كانت الأقل مشاركة في هذا البرنامج (ولا أدري إن كان هنالك متأهلون للدرجة الثانية من سوريا غيره أم لا) ..
وعزّ عليّ ما رأيته من هذا الشابٌّ السوريٌ الطموح وهو في مقتبل العمر أن يعبّر عن طموحه بهذه الطريقة دون أن يعرف كيف يستغلّ هذا الطموح بطريقة لائقة لشاب سوري مشارك في برنامج يرعى الموهب ..
فأقول لذلك الشاب السوري الذي لم يكن يمثّل إلا نفسه فقط :
أصلان أصلان ... ليتني لم أرك ..!!
إبراهيم م س كوكي