عيد المعلم
ثمّة قول مفاده بأنّ الإنسان يتعلم نصف علمه من المعلم والكتاب والنصف الآخر من الحياة ، والمعلم يختصر وقت التعلم بتقديم عصارة أفكاره ونتائج تجربته لمن يريد التعلم ، وثمّة أناس أغنوا حياتهم بما أخذوه عن معلّميهم وعلّموه لغيرهم فأفادوا واستفادوا ، ومنهم من تعلم قليلاً لكنه استخدم القليل الذي تعلّمه في كثير من أموره الحياتية فكان هذا القليل كثيراً إذا ما قورن بما لم يستطع آخرون أخذه عن معلّميهم لتكبّرهم وجحودهم تجاه فكرة أن المعلم كاد أن يكون رسولاً ، والرسالة تلك ماثلة حاضرة وغنية ، وأن على طالب العلم التواضع والامتثال
نقف اليوم أمام المعلم في عيده ، لنقدّره ونحترمه ونجلّه وذلك لعمله المتقن، ولعطائه غير المحدود ، ولتفانيه في أداء دوره التربوي ، ولصبره في تحمل مسؤوليته في بناء الإنسان ، ولشفافيته ومصداقيته وحكمته
من شبه معلمه فما ظلم ، وعندما نشبه معلمينا في عملنا الدائم وسلوكنا اليومي وطريقة حياتنا التي نعيش : نكون قد احترمنا أنفسنا أولاً ، وأحيينا عطاءهم وأكبرنا عملهم ثانياً ، وفي ذلك شيء بسيط من رد الجميل لهم علينا أن نعترف أمامهم بكل ما أنجزوه من عمل عظيم وما قدموه من عطاء لا ينفذ ، لأننا مدينين لهم بالكثير من المعروف وطيب المعاملة وحسن الخلق ، فهم من أثروا فينا وما كنّا لنقم منظومة قيمنا ونجسدها عملاً مؤثراً على أرض الواقع لإحداث التغيير المطلوب نحو التطوير لولا تأثيرهم فينا وتعليمهم لنا واهتمامهم بنا ، إنهم قدوتنا ، ومثلنا الأعلى
كل عام نتمنى لهم الخير ، نعايدهم ونشد على أياديهم ، ونبارك لهم عطاءهم وثمرة جهودهم ، نطلب مسامحتهم وصفحهم عنا إن أخطأنا يوماً بحقّهم ، أكرمهم الله وبارك جهودهم وأدام علينا الرئيس بشار الأسد معلماً وقدوة ومثلا أعلى