news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
فصول من الجنون.....حينما غادرتني ... بقلم : سوسن خلف

حينما غادرتني ...أردت ..


أردت حينها أن ألتهم أحزان الأرض

وأستفزّ عقدك العربية الأزليّة لدرجة أن يملّ منك الجنون ،

 فهو لا يقو احتمالك..

 

أردت حينها أن أنقضّ على ذاكرتك أقتلع عينيها ،

 وأحطّم أحشاءها وأتركها جثّة هامدة ...

حينها أعود إليها مشفقة أدّعي البراءة...

 

أردت حينها أن أهزأ بآلامك

وأرمي بابتسامتك بعيداً عن تعاستي ...

 ليغنّي ملحمة رحيلك مغرّداً خيبتك...

 

أردت حينها أن أجمع أهل الأرض;

 لأشيّع ذكرياتك وأدفن قلبي قربها ، وأذرف دمعة أو دمعتين

فتشفق الدّنيا عليّ ..

 

ثم أقيم كرنفالاً سأدّعي أنه احتفال بالمطر ،

وأرقص أرقص حتى الجنون...

وأستأصل أعماقها كي لا تقودني إليك،

 

 فقد اعتادت السكنى في أرجاء عينيك تظلّلها كشجرة لوز .....

غادرتني مضطهدة حقي في القضاء على حماقاتك ..

همّشَتْ آلامي وأيّامي وأحقادي لتستعيدك....

يا لبراءتي!

 

بعد ذلك ..... أيقنت أنك لا تستحقّ تلك الدموع...

ولا تلك الابتسامة.... ولا تلك الآلام....

أيقنت أنّك لا تستحق هذه الكلمات ..

ولا ذلك القلب... ولا حتّى ذاكرة..

لا تستحقّ حتّى أن ألومك أو أكرهك.....

 

عند ذلك قرّرت أن أقمع خيبتي العربية ..

 وأفتح رسائلك المتخفّية بين عينيك ..

بين سطورك ...

 والتي بقيت أتناساها وأتجاهل الخوف المنبعث من أغلفتها ...

لأقرأ الخبر الذي طالما عذّبني سابقا و أخافني ..

وأتلقّاه الآن بكل راحة وأمل ولا مبالاة :

لم تعد تعني لي شيئاً

أنت غير موجود ... ولم تكن ....

 

حرّر في 32-شباط-2008م

2011-04-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد