news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
يوميات مواطن مناضل على الهواء مباشرة...بقلم عابر ساخر

يستغل المنبه الفرصة المناسبة ليصرخ بإذنيك ليعلن بداية يوم من أيام الشقاء المتجددة

تخرس المنبه قائلا في نفسك:خمس دقائق أخرى لن تؤثر..سرعان ما يباغتك هاتفك المحمول ،تبحث عنه بجنون تود لو انك تمزقه إربا و تكتم أنفاسه، بعد عناء طويل تجده تحت السرير .


تلعن الجوال و منبه الجوال و اليوم الذي امتلكت فيه هذه الأداة ،التي دائما كنت تقول عنها:إنه مثل زوجتك

 شــر لابد منه

تصحو متثاقلا تحملك قدماك إلى المغسلة . تضع الصابون على يديك تفتح صنبور المياه ،الماء مقطوعة

تشتم نفسك و حظك و اليوم الذي ولدت فيه ،تمسك المنشفة(البشكير) تمسح بقايا الصابون بالمنشفة تكاد تختنق من هول الضغط الذي تمارسه يداك عليها.

تذهب للمطبخ لتعد فنجان قهوة ، تحضر مستلزماتك هذا الطقس الصباحي،في آخر لحظة تتذكر شيء ما...

المياه مقطوعة...

تذهب إلى التلفاز - صديقك الثرثار المفضل-،لا بد أن تسمع نشرة الأخبار،تقلب بالقنوات  تستقر على إحداهن تسمع المذيع يتحدث، أخبار مباشرة ،أحداث حية،تحدث نفسك كما دائما:وكأني سمعت هذي النشرة البارحة وقبل البارحة  وكأن أخبارنا لا تتغير ..عراق تفجير ،فلسطين مفاوضات،

لبنان تهدئة ،إسرائيل مستوطنات،الصومال تجدد الاشتباكات إيران مفاعل نووي , أمريكا:أسامة بن لادن إرهاب .أفغانستان انتخابات. سرعان ما يمسك الملل قلبك..تغير القناة, تستقر أخيرا بعد أن أرهقت أصابعك...على أغنية شعبية أو شبه شعبية وراقصة تتمايل بأدب مفرط،, المصور يصور بخبث فني..تهدأ قليلا ...فجأة تنقطع الكهرباء....يسارع الظلام إلى غرفتك...

تؤنب نفسك  كما لعادة دائما و تقول:لماذا استأجرت هذا القبو اللعين ........ تسارع للهرب من البيت..ترتدي ملابسك تخرج من الحارة بسرعة كالهارب من شيء..

-لنرجع للوراء قليلا-أثناء مرورك بالحارة -أطفال يتقاذفون حذاء أحد الصبية،

صاحب الحذاء يبكي في إحدى الزوايا بصمت.دراجة نارية تمر أمامك بسرعة

مازال ضجيجها يلهو بأذنيك...سيارة قديمة تمشي الهوينى ،دخان عادمها يملأ الأفق

طبعا الحارة لا أفق فيها اللهم إلا متاهات من أسلاك الهاتف و الكهرباء...و حبل غسيل.. تدلت منه بعض الملابس....المهترئة.

تسارع للهرب من البيت..ترتدي ملابسك تخرج من الحارة بسرعة كالهارب من شيء..

و أخيرا تخرج من الحارة...

تنظر للجهة المقابلة أحدهم يغسل سيارته..يرمي بدلاء الماء الواحد تلو الآخر.. الماء يكاد يصل إلى قدميك .تتذكر بغضب المغسلة و فنجان القهوة....

    وللحديث بقية و قد يتبع.......

2010-10-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)