ملاكا يمشي على الأرض لابسا الأبيض الناصع ينضح منه كل الحب وكل الحنان ... جميل لا
يضاهيه جمال له يدا سحرية في الشفاء والعطاء ... له قلبا يضخ حبا وحنانا ، له صدرا
مفروشا من ريش ناعم يهدئ النفوس المعذبة ... له فكر يخاف علي أينما ذهبت ... له عيناً
ساهرة لا تفارقني أبدا ... أمي يا ملاكي .
مع أنني فقدتكِ لكني حَلمتُ بكِ ... تسقين جسدي دواء الشفاء ... حَلمتُ بكِ تسهرين على
راحتي ... حَلمتُ بأني أكبر برعايتك ... العب أتنفس الهواء العليل من خلالك ...
حَلمتُ بكِ تطعمينني بيديك ... تغسلين ثيابي ... حَلمتُ بكِ تمشطين شعري وتزرعين الزهور
بجدائلي من أصابعك ... حَلمتُ بكِ ماسةً ، جوهرةً نقية تضئ حياتي ...
حَلمتُ بكِ تساعديني على دروسي فأنت مدرستي ... حَلمتُ أنكِ تسيري معي في درب حياتي
تحملي الهم عني ... تمسحي دمعتي عند حزني تشاركينني فرحي في كل آن ...
حَلمتُ بأني أتغنى باسمكِ المحبب إلى قلبي ، لقد ارتفع جدا جدار الفراق بيننا يا أمي
... أبحث عنكِ في أحلامي بين أحرفي ... أشمكِ في عطري ، أحسك في دفء الشمس وضوء القمر
... اسمكِ أحرفا بديعة منقوشة على زهر الزيزفون أقطفها كل يوم وأزين بها حياتي ..
أصبحت حياتي بستانا لتكوني أجمل زهوري ... رسمت حياتي خارطة لتكوني عنواني الوحيد ...
أداعب قيثارتي لتكوني أروع ألحاني ... أنت الأرض المحروثة لزرعي ، أنت السماء الزرقاء
لتتلألأ فيها نجومي ...
شكرا لله الذي منٌ علي وأصبحت أماً لأحس ولأعرف معاناتكِ ولأعيش احساسك الرائع ... أقبل
يديكِ كل يوم لتباركي حياتي كما باركتها السماء .
رحمك الله يا أمي .