news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
وفي كل غروب، أعرف أني عائد إلى الخلود. ..... بقلم عبد القادر بو علي

عائد إلى بعث جديد...بين ذراعيك... ذلك المكان الوحيد...

حيث أتجرأ أن أكون أعزل... وأخلع عن جسدي دروع النحاس والحديد...

وأرمي بنفسي في اليم غير آبه..  فأطفو بين أمواجك...


بين ذراعيك، ذاك المكان الوحيد، الذي أشعر فيه بأني كنت ولا أزال أبدا وليد

حاذري الضجيج

فقد خرجت أمانيّ في نور خافت...تلتمس  الهواء

تحركي برفق...

لا تجفليها فترتد خائفة إلى قوقعة الكبرياء

هي طرية، غضّة، فتية لازالت شرنقة

أن مسّت أعماقك...

أو اقتليها قبل أن تنمو بين كفيك...

لأن موت الديدان أخف وقعا على النفس من موت الفراش

 

أريد أن أجد من ألوذ إليها، في الشتاء

أريد أن أجد الحضن الدافئ

الذي يؤويني عندما أجهش بالبكاء

أريد من تلفني بذراعيها

حبا وشوقا، وتملكا

وتجذبني عن آلام الحياة ورهجها

ولغط البشرية، بما فيها من مسارح وستائر وأضواء

أريد أن أجد من أعترف لها بضعفي

بسخفي، بخوفي

بأحلام طفولتي، بحبي وشغفي

دون أن أسقط من عتبة عينيها

شهيد من الشهداء

 

أريد أن أحط عصفورا كسير الجناح على شرفتك

ألتمس العون من كفيك ودفء ذراعيك

فتطلقيني ببسمة وأمنيات طيبة

لأعود إليك من جديد

راضيا بالقليل، طامعا بالمزيد

جريحا  ولا أرجو الشفاء

 

أريد أن أشعر بذاك الاختلاج

في كل مرة أنظر فيها  إليك

وأريدك أن تشعري به مثلي

تقابليه ببسمة وابتهاج وأصداء

وتلألؤ في عينيك

كتلألؤ القمر على صفحات الماء

أريدك أن تعرفي أنني أيضا

طفل صغير..

أصرخ كل يوم، وأتعب نفسي كثيرا

بعد أن تأوي إلى السرير

وانك أنت... أنت

تملكين على صدرك ذاك السلام

 أريد أن أسقط دون تفكير

تعب محتاج، مغمض الجفنين

إلى فراش.. إلى حضن

إلى ورق أو حتى إلى  قدمين

ولا أشعر بشيء بعدها إلا مداعبتك

توقظني بين الحين والحين

 

فتخبرني ..تطمئنيني

أن كل هذا ليس شعر ولا نثر ولا أحلام

بل هي أصابعك تعبث بشعري

ونفسك الهادئ...إيقاعا للحياة

وحضنك الدافئ.. ينبوع للمحبة

ينير دربي

ويجعل مني رجلا جديدا كل صباح

نهم للدنيا... عاشق للأرض والوديان

والقمم والسحاب، والبحر والتراب

وفي كل غروب

حين يمتزج الدفء بالبرد والأنس بالوحدة

وألوان سحرية تبث بها السماء

ألوان لم يعرفها النهار ولا المساء

أعرف أني عائد  إلى الخلود

عائد إلى بعث جديد

بين ذراعيك

ذاك المكان الوحيد

الذي أشعر فيه بأني

كنت ولا أزال أبدا وليد

2010-10-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)