إن جميع مقالات التحريض والتعبئة لضرب الإستقرار الذي ينعم فيه المواطن السوري لن تنطلي على أحد في وطننا سوريا,فمهما كتبوا ونظروا فكتاباتهم و نظرياتهم لا تساوي أكثر من حبر أقلامهم ...
السؤال الذي يطرح نفسه, لماذا الآن يصطادون بالماء العكر؟!
لن أدخل في لعبة التخوين وإلقاء التهم جذافا ولكن الكلام في غير محله ووقته المناسبان هو مثل الصاعق الصغير الذي يتسبب بإنفجار كبير يأكل الأخضر و اليابس, قيل هذا الكلام عن دراية أو عن جهل فالنتيجة واحدة.
ما جرى في تونس ومصر وما يجري في ليبيا أبعد كل البعد عن سوريا, فرؤساء الدول المذكورة كل منهم في سدة الحكم للأكثر من ثلاثين عام, ناهيك عن عمالتهم و تطبيعهم التي لا يختلف عليهما القاصي و الداني, أضف الى ذلك سياساتهم الداخلية التي سيطروا بها على شعوبهم بالنار والحديد, اما في سوريا لندعي الكمال ولن نلمع صورتنا الى درجة السذاجة والمبالغة , فنحن دولة مواجهة مع العدو الإسرائيلي ولا يزال حتى يومنا هذا جزء من أرضنا تحت الاحتلال والتآمر علينا في كل يوم يأخذ شكلا جديدا فتارة بالتهديد والوعيد وتارة بالكلام المعسول.
ومع ذلك كله ما نتمتع به في بلدنا لا يتمتع به كل من حولنا في منطقتنا العربية والأقلمية فالأمن والاستقرار الذي يعيش المواطن السوري هو حلم مرجو حتى لإسرائيل التي تنفق مليارات الدولارات على التسلح والأنظمة الأمنية, حسبها أن تؤمن جزأ ضئيلا لمواطنيها من هذا الأمن والاستقرار
الذي نعيشه في سوريا من عقود بسبب الطبيعة الاجتماعية للشعب السوري الخلاق والقوانين التي حرصت الدولة السورية على نصها والعمل بها , ناهيك عن التعليم والعلاج المجاني والدعم الحكومي لبعض المواد الغذائية الأساسية. أما عن الحريات فالمتابع للشأن السوري يلاحظ الفرق الكبير في إطلاق الحريات العامة في السنوات العشرة الأخيرة, وقطار الديموقراطية انطلق ولن يقف, فهناك دراية جدية من الحكومة السورية لمسيرة الإصلاح متمثلة في مشاريع تنموية خدمية في جميع المحافظات السورية تؤمن فرص عمل لشريحة واسعة من الشباب السوري, إضافة الى الميزانية والخطة الخمسية التي أعلنت عنها الحكومة التي تعتبر الأكثر إنفاقا من بين الخطط الخمسية على مدار العشرين سنة الفائتة.
اما عن سياساتنا الخارجية فأنا سوري أفتخر وأعتز بسياساتنا ومنهجنا في التصدي للهجمة الأميركية المصعورة على منطقتنا الشرق أوسطية إستغلالا لثرواتها وسعيا لتقسيمها إلى دويلات تسهل إدارتها من واشنطن وتل ابيب, سوريا تدعم المقاومة أينما كانت, حزب الله في لبنان, حماس في فلسطين , المقاومة الوطنية في العراق.
فجميع رهاناتنا في السياسة الخارجية رابحة, بدأ من التحالف الإستراتيجي السوري الإيراني منذ ثلاثة عقود في عهد الراحل حافظ الأسد, ومرورا بالإدارة الذكية للملف اللبناني بإيقاف الحرب الأهلية ومنع لبنان من التقسيم و دعم لبنان في جميع انتصاراته على العدو الصهيوني, , هذا بالإضافة للتقارب السوري التركي الذي يصب في مصلحة الشعبين و يقوي موقفنا التفاوضي مع إسرائيل في إسترجاع اراضينا المحتلة.
أما مصر بعد نجاح ثورتها الشعبية هاهي تقترب من معسكر الممانعة بقيادة سوريا تعبيرا عن وجدان ونبض الشارع العربي في كل مكان, ونسمع من هنا وهناك عن تقارب سوري سعودي ترسيخا و دعما للقضايا العربية ذات الإهتمام المشترك
سوريا بإختصار لاعب ذكي شرس إقليمي من دونها يصعب تمرير أي سياسة خارجية لأي دولة من الدول الإقليمية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.
أيها الشعب السوري العظيم لا تنجر وراء مؤامرات يصدرونها لنا كعسل مسموم في قوالب ديمقراطياتهم العفنة.
نحن أبناء سوريا عائلة واحدة نتخاصم نتباطح نتصالح ...لكن تحت سقف وطننا الكبير.
فأهل مكة أدرى بشعابها.
سوريا حماك الله...
سيادة الرئيس إن الله الشعب معك...
اوكرانيا
26.3.2011