سؤال لكل مسؤول معني لماذا والخطأ ظاهر ؟
انا محامي وكلمة محامي تعني حاصل على الاجازة في الحقوق وانهى بعدها التمرين في المحاماة وهو سنتين معنى ذلك اي ست سنوات من الدراسة والتعب الجسدي والنفسي حتى يتثنى لنا فتح مكتب والعمل في الدعاوى
وهنا الانطلاقة بعد التمرين تستغرق ايضا وقت اما الاخ معقب المعاملات(باستثناء الشرفاء منهم) يخرج من المدرسة واغلبهم غير حاصل لا على الكفاءة ويتعلم عند معقب معاملات قديم ويبدأ ببناء حياته في سن مبكرة والحصول على الرزق على عكس المحامي
وهنا لم يعد مسيري المعاملات لدينا يقتصر عملهم على المعاملات بل اعتبروا ان دعاوى الناس وحقوقهم امام القضاء هي معاملات ومع تطور الوقت اصبحوا من غير اختصاص محدد هذه الكلمة التي غشت وخدعت الناس المطاطية(مجاز قانوني) فيخبر الناس انه افهم من اي محامي ويتحدث عن القوانين وينظم العقود ويستلم الدعاوى والمحامين على الرغم من عددهم الهائل جالسين متفرجين بدون عمل ومع العلم ان القانون رقم (30) المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة قد نص في المادة 77فقرة د- يعاقب بالحبس مدة سنة وبغرامة قدرها مئة ألف ليرة سورية كل من أمتهن أعمال المحاماة المنصوص عليها في هذا القانون دون أن يكون مجازا او مخولا بذلك قانونا.
(لهذا اليوم لم نسمع عن اي تطبيق) وطبعا بالاضافة لهذا الجرم كثير منهم ينتحل شخصيات وصفات ليست له وحتى انه لا يقبل الاان تخاطبه بالاستاذ واقسم حتى انهم اصبحو يشتمون المحامين بصفات غير لائقة لانسان مثقف ولا جاهل وطبعا ان ما يسهل امرهم بالدرجة الاولى هم موظفو المحاكم وغيرهم من موظفو الدوائر وحتى ان هؤلاء الموظفين يفتحون لمعقب المعاملات حساب شهري لديهم بحسب عدد المعاملات ويتقاضون منهم رواتب شهرية والناس يرغبون بالعمل لديهم(خصوصا البسطاء) لأنه اقل تكلفة من المحامي الذي لا يجوز له العمل بدون وكالة التي وصلت قيمتها حتى ال 3500 ل تحت طائلة معاقبته مسلكيا كما يقوم معقب المعاملات با أيهام الناس بأنه الاقدر على حل مشكلته
واليكم نموذج كان لدي دعوى في محكمة اعزاز واذ وجدت عدد هائل من المكاتب اما السراي وحولها مكتظة بالناس وكانو قد وضعو على لوحة المكتب لديهم عبارة مكتب ....لتسيير كافة المعاملات الادارية والقانونية فسالت احد الزملاء عن وضعهم فأجابني بأنهم يغزون المحكمة ويعملون في الدعاوى كافة واشار لي الى شخص واقف امام باب قاضي التحقيق وقال انظر الى هذا الشخص انه معقب معاملات ينتظر جواب اخلاء سبيل كان قد نظمه لأحد أهالي الموقوف الذي يقف بجانبه ودخلنا الى ديوان المحكمة فأشار لي لشخص يقوم عند الموظف بتسجيل دعوى تثبيت بيع كان صاحب العلاقة قد دخل الى غرفة القاضي ليؤشرها للقيد واشار لأخر تقدم مع صاحب العلاقة بأضبارة دعوى شرعية فسألته فأجاب ان هؤلاء ليس لهم عمل سوى داخل المحكمة وبدون علم القضاة مع الاتفاق مع الموظفين فأصابتني الدهشة (على عينك يا تاجر)
لا حسيب ولا رقيب واعدادهم بازدياد وفورا قلت له الله يكون بعونكم يا محامين اعزاز وهل مازلتم محامين الى الآن كيف تعيشون فعدد مكاتب معقبي المعاملات امام وحول المحكمة يتجاوز بكثير حجم مكاتبهم امام القصر العدلي بحلب ولا من رقيب ولا من تطبيق للقوانين فلو سألنا كل مسؤول عن هذه المكاتب لأجاب للعمل في المحكمة فالمسالة واضحة وليست بحاجة الى الكثير من التفكير وما عساهم ان يكونوا غير ذلك فجميع القادمين اليهم والذين يرتادون هذه المنطقة حاجاتهم لدى المحكمة ويقع الناس نتيجة اخطاء وجهل هؤلاء في القانون في مشاكل لا حل لها في قضاياهم
فقلت له الافضل لك والاربح ان تطوي شهادة الحقوق والاجازة في المحاماة وتنتسب الى جمعية معقبي المعاملات فعلى الاقل يعمل بدون محاسبة او وكالة