غص الثرى بدم الأضاحــــي , , وتلهبت سُوَقُ الكفـاح
وتبرجت جند الضـــــلال , , وأطرقت جند الصـلاح
وتواردت سحب الهـــــوان , , على الروابي والبطاح
والنور طال غيابـــــــه , , والليل مسدول الجنـاح
وحناجر العملاء بحـــت , , من مبادلة النبـــــاح
والدهر لاث جباههــــم , , بالعار بالكفر البـــواح
اين الذين يقودهم للبــــذل , , ذبحي واجتياحـــــي
ويقول هل من ضيغــــم , , عن ظهر امته يـــــلاح
وتلفت الميدان هل مـــــن , , طارق هل من صـــلاح
انا صحت اطلب عونهــــم , , أتراهمُ سمعوا صياحــي
ومن الغفار الجرد تــــبزغ , , نبعة الماء القراحــــي
فتدفقت جند العقيــــــدة , , أنهرا من كل ســـــاح
تزهوا بألوية الفـــــــداء , , وبالبطولات الصحـــاح
وحداؤها القرآن عنــــــوان , , الهداية والفــــــلاح
ومدى تطلعها معارج مــــن , , سنن فوق اضطمـــــاح
وتقول ان شح العطــــــاء , , فنحن للدين الأضاحــــي
وعلى الطريق شدا الرجــــال , , بألسن الجود الفصاحـــي
في حين ألجمت العبيــــــد , , سلاسل الهمم الشحاحــي
والنصر يجنى بالدمــــاء , , وبالعناء بالصفــــــــاح
لا بالوعود وبالمنـــــى , , من كل زنديق اباحـــــي
والفوز فوز الخاضبيــــن , , جسومهم بدم الجراحـــي
الرافضين بأن تبـــــــاع , , ديارهم بيع السمــــاح
والعائفين العيش عيـــــش , , المستذل المستباحــــي
خمس من الساعات يهـــزم , , روعها هوج الريــــاح
ولشدة الأهوال يغــــدوا , , الثبت فيها غير صــــاح
يهوي بها رضوان مثـــــل , , النسر مقصوص الجنــاح
من بعد ما اقتحم الـــــردى , , والقصف قد غمر النواحي
ابصرته وعليه من حلــــل , , الدِّمى أبهى وشـــــاح
وجبينه المشجوج يحكـــي , , للدنى قصص الكفـــــاح
وجراحه عطرا يفـــــوح , , كأنه ورد الأقاحـــــي
فحنوت الثم جرحـــــه , , الرعاف فانتكئت جراحــي
وهَمَتْ على خدى الدموع , , فقلت يــــــا روح وراح
هلا رحمت قلوبنـــــا , , فعدلت عن هذا الـــرواح
فأجابني البطل المسَجَّـــى , , هازئا بي باقتــــــراح
كفكف دموعك ليــــس , , في عبراتك الحرة ارتياحــي
القصيدة للشاعر يوسف أبو هلالة