لا تحني ظهرك لا يركبه أحد؟! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ تحية وتقدير من القلب إلى كل الشرفاء السوريين الذين أظهروا وفاءهم للأمة الإسلامية والعربية على إمتداد العالم
ولتكن شعاراتنا: * لا للتدخل الأجنبي وإملاء ته. * ثروة الوطن العربي للعرب. *يداً بيد نُعمر الأرض ويسلم منا المال والعرض. * الوطن فوق الجميع. * لا للنعرات الطائفية.
أخي المؤمن: إذا جعلت من المال مصدر سعادتك فقد جعلتها في ما لا يدوم فالمال ينفد و بورصة الذهب و الدولار لا تثبت على حال . و إذا جعلت سعادتك في الجاه و السلطان،(أي السلطة) فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم راكبه و غدا أنت مأكوله .
سئل أحد الحكماء : أي عز يكون بالذل متصلاً ، فقال العز في خدمة السلطان. و إذا جعلت سعادتك في التهليل للغرب فالغربيين يغيرون آراءهم كل يوم ووفق مصالحهم. و وضعت كل رصيدك في بنك القلق و ألقيت بنفسك إلى عالم الوحشة و الغربة و استضفت راحة بالك على الأرصفة ..و نزلت في فنادق قطاع الطرق ..واللصوص . و لن يهدأ لك بال و لن تعرف طعم الراحة و لن تعرف أمنا و لا أمانا ،و لن تذوق للطمأنينة طعمًا حتى آخر يوم في حياتك ، لأنك أعطيت أثمن ما تملك .. أعطيت روحك لعالم الفرقة و الشتات ، و رهنت همك و إهتمامك بعائد اللحظة ، و علقت قلبك بكل ما هو عابر زائل متقلب ، و أسلمت وجدانك ينهشه وحوش الغرب. في قطرنا السوري الشاطئ و المرساة و بر الأمان . سند الضمان فينا و لسنا في حاجة إلى التأمين على حياتنا في بنك خارجي لا داعي لكل هذا اللهاث المجنون على الغرب فلن نزداد بذلك أمنا .
ولا داعي لكل هذا السباق و القتل على السلطة فلن نزداد بذلك قوة ففي وحدة الصف قوة. إطمئن قلبًا أيها المؤمن و أعرض عن هذه الغابة التي يتعارك فيها الثعالب ذات المخالب والأنياب ، قل كلمتك اليوم و إلزم معرفتك و إعمل على شاكلتك ، وإتخذ سبيلك في البحر سربا و إعبر أرض الغربة و الوحشة وستتخذ سبيلك في البحر عجبا فلن تستوحش فلست وحدك فالله معك .. و أينما كنت فهو معك ،ولتكن نية خالصة لله. وإحرص على ما ينفعك وإستعن بالله ولا تعجز. والمؤمن كيسٌ فَطن ،وليس كيس قطن. ولا يثير فيك من الوجد ما لا تثيره هذه و تلك من وساوس الشيطان ومن عالم النسيان؟.
ألا تعود فتنظر حولك ببصيرة .. و تنظر في داخلك بإلهام ..إلى (العراق الجريح،فلسطين المغتصبة،ليبيا النازفة دما ، لبنان كيف مزقته الطائفية). قبل أن يجرفك التيار إلى عالم الوحشة و إلى البحر الطام الذي يتخبطه الشيطان من المس ؟ ألا تغريك هذه الكلمات بلحظة تأمل و بوقفة مع النفس تعيد فيها عالم الذر عندما أشهدنا الله على أنفسنا أن الله ربنا .
أيها الأخوة السوريون الكرام: لقد أوصانا الإسلام بالرفق وحثَّنا عليه، واعتبر المحروم منه محروماً من خير كثير، وذلك لأن الرفق من شأنه أن يُصلح الآخرين، ويعطي النتائج الطيبة والثمرات النافعة، بخلاف العنف والشدة والقسوة التي تفسد ، ولا تعطي إلا نتائج سلبية سيئة. الرفق واللين يصلح النفوس ويؤثر فيها تأثيراً حسناً، ويستعطفها إلى المطلوب منها أفضل استعطاف، ومن شأنه أن يلين عريكتها ولو كانت صلبة جافة قاسية، بخلاف معاملتها بالعنف والقسوة فإنه يولِّد عندها صلابة التحدي والعناد، وعدم الاستجابة للمطلوب منها، وإن كان حقاً وخيراً.
الرفق واللين يؤلِّف القلوب، ويجعل المودة فيها، أما العنف والقسوة فإنه يورث العداوات والأحقاد ورغبات الانتقام ومن إنفضَّ عنك بسبب القسوة والعنف في غالب الأمر ناصبك العداء، والإسلام ما جاء إلا ليجعلنا كالجسد الواحد، لا في الأسرة فحسب، بل في المجتمع كله، قال تعالى مخاطباً سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}. سورة آل عمران الأية159. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
و الرفق صفة من صفات ربنا عز وجل، و يحبُّها: روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ, وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ, وَمَا لا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ). وفي رواية: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ). وصفة الرفق تُزَيِّنُ كل شيء: روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ الرِّفْق لا يَكُون فِي شَيْء إِلا زَانَهُ ، وَلا يُنْزَع مِنْ شَيْء إِلا شَانَهُ).
أيها الأخوة السوريون الكرام لا رياء ولا مواربة ولا غش ولا نفاق والله على ما أقول شهيد: لنقف وقفة واحدة حول السيد رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد في وجه كل التحديات الغربية ونساعده في إسقاطها وإسقاط البطانة السيئة والفاسدة التي تقف في وجه الإصلاح الذي بدأه ولا تنسوا مواقفه المشرفة ووقوفه مع المقاومة الفلسطينية ومواقفه مع حماس التي رفعت رأس كل عربي، ولا تنسوا مواقف مبارك وأمثاله ممن تبع الغرب وما هي نتيجته أخي المؤمن كن مفتاحا للخير مغلاقا للشر ،سببا لوأد الفتنة لا للغرب ولا لأذنابه ولا للتدمير ولا لإتلاف المال العام والخاص نعم لمحاربة الفساد والفاسدين اللذين عطلوا مسيرة الإصلاح وقل الحق ولا تخف ولا خوف في سورية ممن يقول الحق ولكن الذي يخون الوطن ويزرع الفتنة ويدعو للغرب هو الذي يخاف ويدعي بأن لا حرية للرأي في سورية وليكن كل واحد فينا حريص على الأمن والنعمة التي نحن فيها وجادل بالتي هي أحسن ولا يموت حق وراءه مطالب.
وإعلم أنه لا يستطيع أحد أن يركب ظهرك كائناً من كان إلا إذا إنحنيت وطأطأت أنت له . *اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت. *رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً. لا يعرف قيمة الصحة إلا الذي فقدها ولا يعرف قيمة الأمن إلا من فقده. *اللهم أمنا في أوطاننا وامن روعتنا وأستر عوراتنا.