وثبَ الغزاةُ بكلّ حقدٍ جرَّدوا أسيافهم, قلبَ العروبة هددوا
بالمال جيشَ خيانةٍ قد ألّبوا من كلّ مطرودٍ مدانٍ مبعدُ
جهدوا ليشعِلوا فتنةً في شامنا وترَ الطوائفِ يعزفون ويغردا
لكنهم صُدِموا بكلِّ قساوةٍ برحى الصمودِ طحينها هم من غدوا
حجراها قد فتكوا بكلّ مهاجم ٍ بصلابة ٍ ردّوهمُ وتوحَّدوا
أولهما أسدُ الشآم حبيبنا نجلُ الأسودِ الضارياتِ الصيَّدُ
من كان والده بفخر ٍ حافظاً فالنصر من يده يفيضُ ويزبدُ
حامي العروبةِ صامدٌ بشارها كالطود في وجه الغزاةِ معنِّدُ
ترتدُّ خاسئة ً لهم أمواجهم وعلى شواطئهِ تموتُ وتلحَدُ
نصرٌ من اللهِ العظيم مؤزّرٌ ومخيّبٌ لعدونا ومنددُ
ثانيهما شعبٌ أشمُّ مناضلٌ كالجسم يعمل والتكامل يشهدُ
كثُرَت طوائفه كما لو أنها ألوانُ طيفٍ بالبياض توحَّدوا
وعيٌ تمخّضَ عن عميق ثقافةٍ وَأَدَ الخلافَ بحكمةٍ فتفرّدوا
وأقول للقلّ القليل ِ مؤنبا ً عقلا ً نسيتم أم فؤادٌ مُجهَدُ؟
ترضون تمزيق البلاد وجعلها جذرَ السباع يُقطِّعون ويُفسِدوا
أم هل قنعتُم ساعة ً أنّ العدى يسعون كي تهنوا وعيشاً ترغدوا؟
فالكل ينظر للعراق مواسياً أين السلام وأين ما قد وعَّدوا؟
نهبوا البلاد ومزقوا أوصالها أفتطمحون كمثلهم فتُشَرَّدوا؟
عودوا إلى العقل الرزين وفكروا فالعقل يوصل للأمان ويرشدُ
وستبقى سوريّا بلاد محبةٍ في ظل بشار ٍ تشبُّ وتسعدُ
وتكاتفِ الشعبِ الأبيِّ بقربهِ كالحصن يردع طامعا ً ويُبعِّدُ
فأرأف بنفسك يا غشيما ًغازيا ً فالحتفُ إن قاربتنا مُتَؤَكَّدُ
كم قد قضيت محاولا ً إضعافنا فتزيد أضعافا ً قوانا وتُرفَدُ
فالحمد لله الذي قد خصّنا بالنصر دوما ً والصعاب َ يبدّدُ