للمرة الثانية أثبت الشعب السوري أنه الأقوى و الأقدر على مواجهة ما يخطط له, فاليوم الجمعة عم الهدوء معظم المحافظات السورية عقب صلاة الجمعة و بالتالي باءت كل محاولات إشعال سوريا و زعزعة الاستقرار و الأمان فيها بالفشل, بل على العكس زادت هذه المحاولات من محبة الشعب السوري لوطنه.
خرج بعض المتظاهرين عقب الصلاة يطالبون بالإسراع بالإصلاح, و لكن هذا الإصلاح الذي وعدنا به الرئيس الأسد لا يمكن أن يتحقق بين ليلة و أخرى كما أن المطالبة بالإصلاح و الحرية و هي مشروعة لا يتحقق عبر إثارة الشغب و الاضطرابات و إشاعة الخوف, كحرق بعض المباني العامة و سيارات إطفاء.
أثبت الشعب السوري مدى وعيه لمحاولات إثارة الفتنة و الطائفية بين أفراده و هو الذي طالما تمتع بالمحبة و التآلف بين جميع أطيافه على مر السنين, فوقف صفاً واحداً في وجه ما يحاك ضده, وقف ضد الأخبار الملفقة التي بثتها بعض الفضائيات وضد هذا الضخ الإعلامي المعادي الذي يسعى إلى الفوضى و التخريب تحت مسمى الحرية والديمقراطية.
لا ينكر أحد أن سوريا هي الرقم الصعب, فهي تقف في مواجهة العدو الإسرائيلي و المخطط الغربي الأمريكي الهادف لتقسيم المنطقة و الاستيلاء على ثرواتها وضمان بقاء إسرائيل, تمثل سورية لاعب إقليمي أساسي وقلعة قومية تقف في صف الممانعة و الصمود, تدعم المقاومة في لبنان و فلسطين و العراق, بالإضافة إلى تحالفها مع إيران و تركيا و تقاربها مع مصر بعد انتصار ثورتها الشعبية, سورية تمتلك جميع الأوراق الإستراتيجية التي تجعلها عرضة للمؤامرات و المخططات الهادفة لضرب الاستقرار و خط الدفاع الأخير عن العروبة و المقاومة.
شعب سوريا هو شعب عظيم بوحدته و صموده و وعيه ووقوفه خلف قيادته, نحن في سورية نقدس علم بلادنا و لن نرضى لأحد أن يتدخل في شؤوننا الداخلية, و سنعمل سوية قيادة و شعباً على بناء هذا الوطن العظيم.