سيدي الرئيس :
عندي خطابٌ عاجلٌ اليك :
من أرض سورية الطيبة
من ليلها المشغول بالفيروز والجواهر
ومن مقاهي الحمراا ومن حدائق القناطر
من الملايين التي قد أدمنت هواك
من الملايين التي تريد أن تراك
عندي خطابٌ مليء بالحب والأشجان
لكنني .. لكنني يا سيدي لا أعرف العنوان
والدنا بشار:
الزرع في الأراضي , والأولاد في البلد
ومولد النبي والمآذنُ الزرقاء
والأجراس في يوم الأحد
وهذه سورية التي غفت
كزهرةٍ بيضاء في حضنك الأسد
يسلمون كلهم عليك
يقبلون كلهم يديك
حمائم مكا يا حبيبنا .... تهدي لك السلام
مياه الفرات يا قائدنا ... تهدي لك السلام
والقطن في الحقول والزيتون والغمام
جميعها... جميعها تهدي لك السلام
يا من سكنت الوقت والأيام
عندي خطابٌ عاجل اليك
لكنني ... لكنني يا سيدي لا أجيد الكلام
لا أجيد الكلام ......
والدنا بشار :
المؤامرة وجدت هذه الأيام
والخيانة مرسومة على الغيوم والأشجار
ولكن أنت في رائحة الأرض ... وفي تفتح الأزهار
في صوت كل موجة .... وصوت كل طائر
في كتب الأطفال .... في الحروف في الدفاتر
في زرق العيون وفي خضر العيون ... وارتعاشة الأساور
في صدر كل مؤمنٍ , في قلب الانتفاضة الفلسطينية
في قلب المقاومة اللبنانية .... في قلب كل ثائر
عندي خطابٌ عاجلٌ اليك
لكنني .... لكنني يا سيدي.... تسحقني المشاعر
يا أيها المعلم الكبير:
كم حُزننا كبير , كم جرحنا كبير
على كل نقطة شهيد
لكننا ... نقسم بالله العلي القدير
أن نخنق الفتنة ونحبس الدموع في الأحداق
نقسم بلله العلي القدير أن نحفظ المقاومة ونحفظ الميثاق
وعندما يسألنا أولادنا .... من أنتم؟؟
في أي عصرٍ عشتم ؟؟؟
نقول لهم في عصر بشار ..... في عصر بشار.
يا سيدي الرئيس ....
زمانك بستانٌ .... وعصرك أخضر
ووجهك أسدٌ من القلب يزئر
دخلت على تاريخنا ذات يومٍ
فرائحة التاريخ مسكٌ وعنبر
وكنتَ .... فكانت في الحقول سنابلٌ
وكانت عصافيرٌ .... وكان الصنوبر
لمستَ أمانينا .... فصارت جداولاً
وأمطرتنا حباً .... ولازلت تمطر
تعاودني ذكراك كل عشيةٍ
ويروق فكري حين فيك أفكر
أتسأل عن أعمارنا ؟؟؟ أنت عمرنا
وأنت لنا المهدي .... أنت المحرر
وأنت ابو المقاومة ... أنت وقودها
أنت انبعاث الأرض ... أنت التَغير
راياتك يا سيادة الوطن تمضغ دربها
ومعك ملاين الشعب ... تكبر
شعبُ فلسطين تكحلَ بالأسى
وفي بيت لحمٍ .... رجالُ وقُصر
وليمون يافا يابسٌ في حقوله
وهل شجرٌ في قبضة العدو يثمر ؟؟
تغنى بك الدنيا ... كأنك طارقٌ
على بركان الله يرسوا ويبحر
تناديك في شوقٍ مـآذنُ الجوامع
وتحمي صفاف الشام وورودها
وتحمي زهور الغوطتين وتدمر
ابقى معانا يا سيدي
فموطن كل خائنٍ زجاجٌ مكسر
يحاصرنا كالموت مئة خائنٌ
ففي الشرق سعدٌ ... وفي الغرب قيصر
أبا حافظ اشكو اليك مواجعي
ومثلي له عذرٌ .... ومعك يُعذَر
يا سيدي الرئيس:
ليس جديدٌ علينا اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من خائنٍ قتل رسوله
وهاهو القرضاوي ... ذبح الطائفية بعد صلاة العشاء
تاريخنا كله منحةٌ
وأيامنا كلها كربلاء
هؤلاء الخونة يجلسون جلسة القرفصاء
يبيعون الشعارات للأغبياء
ويحشون القلة تبناً وقشاً
ونتركهم يعلكون الهواء
يا سيدي .... يا حبنا وهوانا
أنت الصديق ..... وأنتَ الصدوق
-----------أنتَ أبانا-----------