لماذا أيها الشيخ ؟ لماذا انقلبت هكذا ؟ لماذا تريد أن ترى دماء المسلمين وهي تسفك وأنت في أرذل العمر ؟ لماذا التحريض وإثارة الفتنة ؟ هل في العمر بقية لتكفر عن ذنوبك ؟ لماذا استغنيت عن وقارك وهيبتك وحب الناس لك ولوسطيتك التي كنت تفاخر بها وتدّعيها دائما ؟
صدقني كنا نحبك ونحترمك جميعا في سورية , ونتابع برنامجك الشريعة والحياة ونثق بكلامك , أنا يا حضرة الشيخ سوري وأفتخر , ونحن في سورية كلنا سوريين وطائفتنا سورية الحرة الأبية , وقسما بالله الذي لاإله إلا هو وأنا صادق إنشاء الله كنت أتابع برنامجك وكلامك الجميل رغم أنك من غير طائفتي وكان يعجبني إيمانك وتقواك وفقهك ولم أفكر يوما أن لا أتابع برنامجك لأنك مختلف عني , فليس في سوريا مسجد لهذه الطائفة أو تلك ولا مفتي , وأي مسجد عندنا هو بيت الله نصلي فيه جميعنا ومفتينا واحد بإذن الله نحترمه ونقدره ونجله , وأنت تدرك وتعلم ذلك وقد أتيت بزيارة لبلدنا ورأيت بأم عينك هذا التلاحم والحب بين شعبنا الذي احترمك وأهل وسهل بك , لكنك للأسف طعنته في ظهره وقابلته بالتحريض والفتنة
أيها الشيخ بكل صراحة لم يتوقع منك السوريون أبدا أن تنهش بهم بأول فرصة سنحت لك , وكانوا متأكدين أنه لن يخرج منك إلا ما يوحد شعبنا ويجنبه الفتنة ويجمعه ويهدئ من روعه بنصحك ووعظك ودعوتك للمخربين بأن يعودوا لعقلهم ورشدهم لحفظ دماء المسلمين لا أن تحرض وتشجع على سفك دماء بعضنا وكنا ننتظر منك إدانة كل من يخطط لضرب وحدتنا الوطنية ووحدة أمتنا في اي دولة عربية , وأنت تعلم أن سوريا هي المعقل الوحيد بأمتنا اليوم التي تقف ضد الصهاينة أعداء الأمة , وتعلم أن قائدنا بشار هو الوحيد الصامد مع شعبه في وجههم ويقول لهم لا , فهو لم يصافحهم , ولم يفتح لهم سفارات كرئيسك السابق , ولا قنصليات , ولم يعترف بهم , وهو من وقف مع جميع حركات المقاومة العربية الباسلة
وهذا يعني أنه لا يوجد مبرر واحد يغفر لك فتنتك وتحريضك على بلد يجابه وحده أعداء الأمة العربية والإسلامية فلماذا يا قرضاوي فعلت ذلك ؟
لقد كان السوريون يحبونك لكنهم تفاجئوا بانقلابك عليهم واستغنائك عن وقارك وهيبتك بكلامك بتحريضك هذا وتحولك فجأة من شيخ جليل قدير محبوب الى داعي ومحرض لفتنة أنت أول من تعلم خطورتها وتعلم أن الله سبحانه حذرنا منها ونهى عنها واعتبرها من الكبائر , وكم سمعتك تردد في برنامجك
قول الله سبحانه ( الفتنة أشد من القتل , والفتنة أكبر من القتل )
أيها الشيخ ماذا تنتظر بعد أن وصلت لأرزل العمر ؟ ماذا تريد من هذه الدنيا إلا رضى الله , لماذا تريد أن تلقى وجه ربك وبرقبتك دماء المسلمين الأبرياء , من أجل ماذا يا قرضاوي ؟ أبعد هذا السن يغريك المال ويستطيع وضيع قذر أن يضحك عليك ويشتريك بثمن بخس صدقني لم أفهم تصرفك هذا ؟ لم أفهم كيف يبيع المؤمن ربه ورسوله وإيمانه وشرفه وكرامته وأعراض المسلمين ويتمنى لهم الفتنة وأن تسيل دمائهم ويقتلون بعضهم وخصوصا إن كان شيخا مثلك لماذا يا قرضاوي ؟ لماذا تريد أن تثكل النساء المسلمات بأبنائهن وبناتهن ورجالهن ؟ لماذا تريد أن تيتم أطفالنا ؟
لماذا تريد أن تفجع كل العائلات السورية بأبنائها وآبائها وبناتها وأطفالها وأنت تدرك ما تعني فتنتك وتحريضك لماذا يا قرضاوي ؟ لماذا تريد أن تدمر البلد الذي استقبلك واحبك واحترمك لماذا ؟
لقد خاطبك شيخنا الجليل مفتي سوريا الكريم وشيخنا الجليل العلامة الدكتور محمد رمضان البوطي أطال لنا الله في أعمارهم وأعمار جميع رجال الدين الأكارم في بلدنا لأنهم والله من خيرة ما أنجبت الأمة الإسلامية والعربية , لقد خاطبوك بكلمات ولا أروع وباحترام وأدب ودعوك للكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وترك الفتنة والتحريض واحترام شعبنا وبلدنا وبينوا لك عدم أحقيتك في الفتوى بوجودهم , ومع هذا لم تخرج وتعتذر منهم ومن شعبنا , وهذا يدل على عدم احترامك لهم وللشعب السوري والذي يرجع لعدم احترامك لنفسك أولا , لماذا لم تخرج وتعترف بأن الأخبار التي وصلتك من بعض المغرضين الكاذبين المنافقين ومن إعلامهم وفضائياتهم بعيدة عن الصواب والحقيقة بعد أن وضحت المؤامرة وانكشف المتآمرون , أيها الشيخ إن عدم اعتذارك يدل على أن تحريضك ليس سببه خطأ في المعطيات إنما هو مقصود ومشكوك بأمره ومريب , مع أنك تعلم أيضا أنه لا يحق لك شرعا تجاوز فقهائنا ورجال ديينا الأفاضل والتدخل بنا , فهم أولى بشعبهم وأقدر على تقييم حالته ووعظه بالحكمة والكلمة الطيبة
أيها الشيخ أنت تظن أن الشارع العربي قد سر بفتواك المحرضة , ولا تعلم أن كل الشارع العربي اليوم قد نبذك وكشف اختبائك وراء عباءتك , لأنه بأكمله يحب سورية ويحترم مواقف قيادتها وصمود شعبها البطولي ضد الصهاينة أعداء العرب والمسلمين , لهذا أقول لك لقد فقدت مصداقيتك وانكشفت وبانت عورتك وتلك هي نهايتك وما أسوأها من نهاية عند رب قدير عزيز , فرجل الدين المؤمن التقي يعرف عند المحن والشدائد والساكت عن الحق شيطان أخرس , أيها الشيخ لقد جئت شيئا فرّيا ولن يسامحك الله ورسوله ولا شعبنا على فعلتك , واعلم علم اليقين أن شعبنا يستطيع أن يكشف كل تدليس وتحريض وخبث ولن يستطيع أحد زعزعتنا عن صمودنا ودفاعنا عن وطننا وأمتنا , وشعبنا الحمد لله من أوعى وأذكى الشعوب في العالم وسترى هذا بعينك .