news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
وطنية طفلة مغتربة..فهل يتعظون ... بقلم : عبير

ما سأرويه اليوم ليس قصة من نسج الخيال هي قصة حقيقية أردت ذكرها الآن لطفلة ولدت بالغربة لتكون شاهد عيان على أن حب الوطن هو أحد مكونات الدم الأصيل ...


طفلة تبلغ من العمر الآن سبع سنوات حين كانت في الخامسة ذهبت للروضة أو ما يسمى هنا kg2  في المدرسة قالت المعلمة سنبدأ الآن بحفظ النشيد الوطني اندفعت ابنتي وقالت أنا أعرفه علمتني اياه خالتي في العطلة الصيفية استعد الجميع للاستماع فقالت ابنتي وبرأس مرفوع وبفخار: حماة الديار عليكم سلام أبت أن تذل النفوس الكرام... أوقفتها المعلمة متسائلة هذا ليس النشيد الوطني قالت ابنتي بإصرار بلى ... ابتسمت المعلمة وقالت وماذا ايضا علمتك خالتك في الصيف قالت: سوريا يا حبيبتي....يا شباب العرب هيا ....وبلاد العرب أوطاني ....وعندما بدأ الأطفال النشيد ظلت ابنتي تنشد لوحدها نشيدها السوري.....

عادت ابنتي للبيت حزينة ... متسائلة: أمي لماذا لا أنشد حماة الديار عليكم سلام في المدرسة قلت لها: لأن بلاد العرب كلها أوطاني واليوم تعلمتي نشيدا جديدا يضاف لما تحفظيه من أناشيد.....

 

اليوم.....وبالتحديد يوم بدأت الاحداث في سورية جاءت طفلتي خائفة وقد كبرت أكثر وكبر الانتماء أكثر سألتني أمي ( خايفة يصير بسورية متل مصر) جاوبتها بثقة (لا بسورية ما رح يصير أبدا هيك) فجاوبتني بسرعة وبشكل بديهي لأننا بنحب رئيسنا بشار الأسد هو لطيف بيحب الأطفال ...... احتضنتها بقوة وقلت لها   لما بيكون الصغير ببلدي هيك ما في خوف....

في  إحدى ليالي أيام الخميس قلت لها اذهبي للنوم أردت ( قيام الليل بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن) استعدادا ليوم الجمعة الذي أصبح يوما مشهورا جدا في الآونة الأخيرة والله أبت أن تنم حتى قرأت معي سورة ياسين وقامت بالدعاء وانتظرت حتى آذان الفجر وكلما شعرت بالنعاس تجولت في أنحاء الغرفة وصلت الفجر ودعت بعد الأذان وحين سألتها ماذا سألت الله قالت: أن يخلي رئيسنا بشار ويموتوا الكذابين ونعيش بأمان........

 

نعم الصغير في بلدي يفهم كل شي ...وهل يوجد أقدر من الطفل على فهم الأمور بشفافية ...فانتبهوا يا من تكذبون وخافوا من دعاء طفلة سهرت الليل في عبادة لله ومن أقرب إلى الله أكثر من الأطفال...

توالت الأحداث ونحن لا نتابع طوال النهار إلا الأخبار رأيتها مرة منشغلة مع أختها الصغرى بالرسم ظننتها تلعب وبعد الانتهاء قالت ماما حلوة هي الرسمة هي لرئيسنا  بشار الأسد ....نظرت للرسمة .... بكيت وضحكت بآن واحد ... رسمت علم سوريا في المنتصف وبرأس الصفحة كتبت بخط من بدأ تعلم الكتابة... من دانة : بحب بشار الأسد ... سوريا يا حبيبتي .... وزينت الصفحة بالقلوب والأزهار ... قلوب الحب وأزهار المستقبل القادم علم بلادي مرفوع واسمين التحما بشار وسوريا مع الحب من طفلة لاتفهم السياسة ولا مؤيد ولا معارض ولااعلام ....

 وحين ظهر السيد الرئيس وهو يلقي خطابه كانت كلما مرت بقرب التلفاز تبتسم وعينيها تبرقان وتقبله هي وأختها الصغرى عبر شاشة التلفاز و تقول ماما أنا كمان بدي شوفه وسلم عليه لأنه بيحب الأطفال...... اسمعوا وانصتوا جيدا بيحب الأطفال .... من يستطيع أن يرصد ويستقرء كالأطفال من؟؟؟  حاولوا أن تقرؤوا ما تحمله كلمة يحب الأطفال من معان ومن دلالات؟؟؟ لقد حض القرآن الكريم على رحمة الأطفال ودعا نبيه محمد عليه صلوات الله  إلى التشبه به وكم كان يفضل الأطفال وينصت إليهم ولو كان في مجلسه كائن من كان... الأصفياء فقط  من تتسع قلوبهم للأطفال وهم فقط القادرون على أن تتسع قلوبهم لأشياء كثيرة ؟؟؟؟؟

 

هكذا أطفال بلدي وهم براعم المستقبل فهل من خوف؟؟؟ هل من خوف؟؟؟ بل خافوا أنتم يا مدعي الوطنية, والله.. في بلدي... الصغير يعطي دروسا بالوطنية ولكن.. هل تظنونهم سيتعظون لا وأبدا لن يتعلموا لأنهم بالأصل فاقدي الدم الأصيل ولأن الله ختم على قلوبهم وهؤلاء المنافقين يكفينا أنهم في الدرك الأسفل من النار وسيصيبهم الخزي في الدنيا...

تلك طفلة في الغربة .. ومثلها كثيرون, فاتركوا لهم صورة بلدهم كما رسمتها لهم الحقيقة والسنون, أناديكم فهل من مستجيب؟ لا تقتلوا أحلام أطفالنا, دعوهم يروا بلدهم كما عرفوها  يجوبوا الأرجاء وهم سعداء للقاء طال انتظاره ليعيشوا كل حيثيات انتمائهم ويروا كما اعتادوا أن يروا  بحر اللاذقية .... ليل قاسيون .... صلنفة .. الشام القديمة ...سهل الغاب ....شلالات تل شهاب...بصرى... تدمر...الزبداني وبلودان... وادي قنديل ...مشتى الحلو.. الناصرة ..عين الفيجة...حلب..... ادلب ... كورنيش اللادقية ...كورنيش جبلة .....الميدان ...سراقب ... النبك  .... و....و.....و.....

 

يا سادة يا أبناء شعبي نعم أنتم سادة وفخرنا بكم دائما يزداد رأيناكم في المسيرة المليونية مسيرة اظهار الحق واسمحوا لنا أن ننحني اجلالاً للوطنية ... نشد على أياديكم ونقبل تربة شهدائنا .. فمعكم نحن بأمان أطفالنا بأمان آباؤنا وشيوخنا بأمان وطنيتنا بأمان سوريا معكم بأمان...واسمحوا لي أن أرد على من فتن وحرض وأقول خاين يلي بيقتل أبناء وطنه يلي عاش ويمكن بعده عايش فيها أمه وأبوه وأخوته ويلي شرب من مائها واتظلل بأشجارها واتنفس هوائها, ولترتعد فرائصهم.....

     ....لأن سوريا خط أحمر....

2011-04-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد