طالَ البُعادُ و أرخى ظلًّه العُمُرُ و الجانحان ِ و قد ألواهُما السّفَرُ
حنَّ الفؤادُ إلى لُقيا تُجَمّعُنا حنينَ بيداءَ يروي ترْبَها المَطَرُ
هذي المسافاتُ و الذكرى تؤرّقني كيفَ السبيلُ و قد أضنانِيَ السًهَرُ
الله يعلمُ ما في القلبِ من شَجَنٍ و النفسُ في لهفة بالعشقِ تَأتَزِرُ
فكيفَ تنسى عروقُ القلبِ بَهجَتَها و كيف يَنسى رنينا ً صاغَهُ الوترُ
عادَ السنونو و ما عادتْ مراكبُنا تلاطَمَ المَوجُ في أنوائِهِ الخَطَرُ
لم يبقَ في العُمْرِِِ أوراقٌ نقلّبُها و الكأسُ في ألم قدْ كادَ ينكَسِرُ
جَفّ المِدادُ و ما زالَ القَصيدُ هوى يتلو على جانحي و القلبُ يَعْتَصِرُ
عودي فكلُّ نساءِ الحب زنبقة ٌ و فيكِ كلُ زهورِ الرّوضِ تُخْتَصَرُ
إنّ الطيورَ و إنْ طالَ الغيابُ بها أعشاشُها عَوْدة َ الغادينَ تنتظرُ
هبّتْ على القلبِ ذكراكُمْ معطّرة ً كالياسمين ِ تسامى ريحُهُ العَطِرُ
لواعِجُ الشوق ِ آهاتٌ تسائِلُني أينَ الحبيبُ و أين الحُسْنُ و الخَفَرُ
أينَ الأزاهيرُ مُذ كانتْ ترافقُنا أينَ الربيعُ و أينَ الفيءُ و الثمرُ
أيامُنا في ظلالِ العُمْرِ زائلة ٌ هلْ يستقيمُ بلا أطيافِها العُمُرُ
إني عَجِبْتُ لأيام ٍ تساوِمُنا تقسو علينا دُهوراً ثم تَعتذِرُ
إنّ الليالي و إن طالتْ بظُلمتِها لا بدّ في خجل ٍ أنْ يضحكَ السًحَر
ُ فالفجرُ آتٍ و نورُ الشمس ِ في ألق ٍ و حُلْكَةُ الليل يجلو سرّها القمَرُ