عنوان يعتبره الانسان غريباً أو من عالم الخيال للوهلة الاولى ولكن لا تستبعدوا أيها السيدات والسادة القراء أن يكون حقيقة واقعة في مستقبل ليس بالبعيد.
لقد لفت انتباهي عنوان قرأته منذ مدة على صفحات هذا الموقع بدأ ب : عجوز في الستين من عمرها...الخ...ولا أنكر أن هذه الجملة أثارت عندي قليلاً من الاستهجان وأعتقد أن كاتبة ذلك التقرير صحفية شابة ربما في الثلاثين من عمرها أو أقل..لست أدري..وهذه نزعة طبيعية عند كل من هو أصغر من الآخر بعقدين أو ثلاثة فهو يرى أن الاكبر منه بعقدين أصبح عجوزاً ولا يدرك أنه سيصل إلى هذا العمر بلمح البصر ليرى نفسه مازال شاباً فيعيد الكرّة ويتهم من هو أكبر منه سناً بعقدين قد (هرهرت) عظامه وأصبح على حافة قبره ويتساءل ماذا ينتظر هذا العجوز (المصوفن) من هذه الدنيا ؟؟ أليس الموت أفضل له ؟؟
أعزائي القراء : كنت جالساً منذ مدة وجيزة أسمع الأخبار الصباحية للتلفزيون الفرنسي وخلال هذه الاخبار كانت هناك مقابلة مع أحد أطباء القلب والتغذية الفرنسيين الذي ألّف كتاباً عن الشيخوخة وعمر الانسان. يقول هذا الطبيب أنه في المستقبل ليس بالبعيد سيعتبر موت كل إنسان تحت سن المئة وعشرون عاما موتاً سابقاً لأوانه !!!
ويبني هذا الطبيب نظريته على أساس أن الجنين يتشكل كما هو معروف في رحم أمه من إنقسام البيضة الملقحة التي تعطي ملايين الخلايا التي تسمى بالخلايا الجذعية التي تتخصص فيما بعد لتعطي الخلايا والانسجة المختلفة في جسم الانسان...خلايا عصبية...خلايا عضلية...خلايا دموية..خلايا غديّة....الخ..
وهذه الخلايا سيصل البحث العلمي إلى عزلها وجعلها تتكاثر في أوساط مناسبة ومن ثمّة حفظها لهذا المخلوق نفسه في حالة مجمدة بما يشبه البنك الحيوي , فإذا أصابه عندما يكبر مرض . من الامراض في جهازه العصبي مثلا كالزهايمر ( ALZHEIMER )
يؤتى بهذه الخلايا الجذعية لإيقاظها و لزرعها في هذا المريض فيتم شفاؤه وإطالة عمره لينطلق من جديد وكأنه سيارة تعطلت عجلاتها فاستبدلت بأخرى جديدة فأصبحت تطارد مطاردةً.
هذا بالنسبة للإنسان أما في عالم الحيوان فقد أكتُشف نوع من قناديل البحر ( الميدوزات) الذي ما إن يصل إلى عمر معين حتى يقلب عملية الشيخوخة التي يسير بها كل كائن حي باتجاه واحد أي...طفولة...شباب...شيخوخة...هرم... يقلبها لتصبح عنده بالاتجاه المعاكس أي ....شباب....الخ.
وهو الكائن الحي الوحيد الذي يقوم بهكذا عملية وهذا يعطي العلم أملاً كبيراً في التوصل ذات يوم إلى التدخل في عملية الشيخوخة والهرم لابطائها أو ربما قلبها !!! كما أكتُشف أيضاً نوع من أنواع القوارض الذي لا يمكن أن يطور خلايا سرطانية وعندما تحقن فيه خلايا سرطانية يقضي عليها قضاءً مبرماً وبسرعة مذهلة حيث يعيش بعض أفراد هذه القوارض ثلاثين عاماً بينما متوسط عمرها الطبيعي هو ثلاث سنوات فكما لو أن إنساناً عاش 600 عام
دعونا نكتفي ب 120 عاماً ونتساءل هل سيأتي يوم يصبح فيه السبعيني أو الثمانيني شاباً ؟؟!! فإذا شاخت بشرته وتجعدت فما عليه إلا أن يذهب إلى بنكه الحيوي المفرّز ويطلب بعضاً من خلاياه (على الحساب!!!) لتجديد بشرته , وما إن يناله مرض عضال حتى يقضي عليه بعملية ترميمية باستخدام هذه الخلايا السحرية!!
إنه سلاح ذو حدين لان البشرية في إزدياد وليست في إنقراض فإذا استطاع العلم الاطالة بعمر الانسان فسيزيد الطين بلّة لان الوفيات تخفف من وطأة الانفجار السكاني بينما إطالة العمر ستزيد منه. كل ذلك طبعاً بغض النظر عن الموت بالحوادث والكوارث والحروب وفوق كل ذلك تأتي المشيئة الربانية .
دعونا نكون متفائلين وننسى الانفجار السكاني والكوارث ونتخيل الدعوة التالية :
الشاب نضال معلوف : يدعوكم لحضور عيد ميلاده التسعين !!!