سمحت لنفسي بالانحدار إلى مستوى ثقافي مبتذل ووضيع , لكن الإشاعات تأخذ حقها دائما , فعندما اسمع بأنه عمل درامي ضخم وانه يحوي على قصص اجتماعية من حياتنا اليومية, والعمل عربي مشترك والإشراف العام سوري.
.مع الأخذ بالاعتبار ضخامة الإعمال السورية بالآونة الأخيرة او المشرف عليها من قبل سوريين. والأسماء كثيرة والعناوين تكاد لا تعد ولا تحصى ، فيصبح الإغراء ضخما لمعرفة ما هي هذه المادة التي يتكلم عنها الكثير .....لكن؟
مرة أخرى يسقط مخرجنا الكبير حاتم علي والذي له بصمة واضحة في الدراما السورية , يسقط في حقل الابتذال والأعمال الرخيصة ذات الطابع التجاري .مراهنا على أسماء لها حضورها في الوسط الفني لا نجاح العمل.
مطلوب رجال عمل درامي رخيص يحاكي واقع الطبقة المخملية التي تعيش في مدن الخليج و بأوجه الخصوص دبي .عمل يخلو من اي فكرة او حوار ممتع او مفيد..سمحت لنفسي بمشاهدة ما يعادل 45 دقيقة لأجد نفسي في النهاية ابحث عن وجه الدراما الذي يقدمه هذا المسلسل..والذي لم أجد له تصنيف إلا مع لائحة الأعمال التجارية كالدعايات او مجموعات الفيديو كليب..
فكل ما شاهدته هو ديكورات وأزياء فاخرة وقصور وسيارات فخمة وشباب همه الأول والأخير الحصول على الفتيات الأجمل اللواتي هن بالمقابل يبحثن عن المستقبل المخملي عن طريق علاقات او ارتباطات مشبوهة.
هذه الفوضى الثقافية التي نعيشها والتي يتلقاها شبابنا يجب ان نكون حريصين عليها وعلى انتقاء مواد تناسب وعقل التوجه الثقافي للشباب العربي المعاصر ..وخاصة وان التحديات كبيرة وكبيرة جدا على المستوى الخارجي والداخلي..والفنان هو أكثر الشخصيات الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع وربما أصبح تأثيره أكثر من رجل الدين نفسه.او من مسؤول سياسي .وهذا يزيد من مسؤوليته اتجاه المواد التي ينتقيها ويقدمها للجمهور العربي.
بالعودة الى المسلسل
الأكثر شعبية في الوقت الحالي وللأسف . نفتقد صورة مجتمع عربي محافظ على أخلاقه على الأقل ولست اتكلم هنا عن التعصب لكي لا يخرج احد ويتهمني بالسلفية , لكن ان تصل الأمور ان نقدم مادة عري نسائي فاجرة وواضحة على قناة عربية او هكذا صفتها على الأقل ..
ويشارك في هذه الخيانة الثقافية شخصيات وللأسف سورية ولها باعها الطويل في الدراما السورية فهذا الخزي بأم عينه . حبا بالله..اين ذهب أدب الحالة الاجتماعية الصريحة.. هناك حالات اجتماعية حقيقية تنتظر من ان يأتي أحدا وينفض عنها غبار التعتيم ويقدمها كموضوع قابل للنقاش وإيجاد الحلول، هناك أيضا ادب المقاومة وله أشكاله المتعددة وتاريخنا الحديث والمعاصر غني بهكذا صور و وأحداث .
ما أحاول ان أقول ان مجتمعنا غني بالأفكار والقضايا التي تستحق الوقوف عندها والإشارة لها .ولدينا كتّاب دراما على قدر كبير وعالي من التمكن. وعبارة (الجمهور عاوز كدا) هي عبارة أوجدت لتقديم الأعذار والحجج من قبل جماعة مافيا الدراما المسيطرة على الوسط الفني ..وانا اعرف ان هناك مجموعة من الفنانين والمخرجين والكتاب على قدر كامل من المسؤولية اتجاه جمهورهم ..لكن للأسف يندرجون تحت عنوان الأقلية الباقية
.فالمطلوب في هذا الوقت لي رجال..لأنه يوجد الكثير والكثير منهم.. وليس المطلوب النساء لأنهن موجودات هن الأخريات وبأعداد مخيفة.المطلوب في هذا الوقت دراما حقيقية تنهض بفكر وثقافة مجتمع خير جليس هو التلفاز.
ودمتم