أيها الشيخ المسنّ المدعوّ القرضاوي ، اسمح لي أن أفترض عدداً من الفرضيات ثم اسمح لي أن أستعير إحدى عباراتك العتيدة والتي أتحفتنا بها في الآونة الأخيرة ، وحتى لا نطيل دعنا نبدأ رحلتنا ..
لو افترضنا أن أحدهم جاء فاقتلع إحدى عينيك ألا تستطيع أن تقول : "ومالو" فقد خلق الله لك عيناً ثانية لترى بها .
ثم لو افترضنا أن رجلاً آخر اقتلع عينك الثانية أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فإن الله منّ عليك بنعمة الحواس الأخرى والتي لا تقل أهمية عن نعمة البصر .
ولنفترض الآن أن رجلاً ثالثاً جاء فحرمك من حاسة السمع أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فإن أمثالك لم يخلقوا لينصتوا بل وجدوا ليقدموا النصح والعظات .
وها أنا أفترض أن رجلاً رابعاً أحبّ أن يجتث لسانك من فمك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" ما دمت تستطيع أن تقف على قدميك كل صباح .
ولكن وللأسف ها أنا أفترض أن رجلاً خامساً أصرّ أن يقطع إحدى رجليك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فأنت تملك رجلاً ثانية تستطيع القفز عليها .
ما قصة هؤلاء الناس لماذا يجب أن أفترض أن رجلاً سادساً قطع رجلك الثانية ولكن رغم ذلك ألا تستطيع أن تقول : "ومالو" فأنت قادر على مناجاة ربك بقلبك المليء ب(الإيمان) .
يا إلهي ما هذا الحقد الدفين في داخلي فأنا مصرٌّ على أن افترض بأن رجلاً سابعاً سيقتلع قلبك من صدرك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فحسبك أن تكون عند ربك شهيداً .
و الآن لنفترض أن الله لم يعتبرك شهيداً وأن جهنم كانت مقراً لك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فربما ستشملك شفاعة رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم .
لم ننته بعد فلو افترضنا أن شفاعة الرسول لم تشملك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فإنه يجب أن لا تيئس من رحمة الله .
ولكن أنا مضطر لافتراض أن رحمة الله لم تشملك أفلا تستطيع أن تقول : "ومالو" فإن هذا ما تستأهله ولو كنت تستأهل خيراً من ذلك لمنحتك العدالة الإلهية إياه.
سأكتفي بذلك وأعود إلى نظرية "ومالو" التي ابتدعتها فقلت "ومالو" لو سقط رجل هنا أو هناك في أرض السلام سوريا ، وأنا أقول لك يا أيها الشيخ المسن : في سوريا تعلمنا أن الموت في سبيل الوطن والحرية والقضية العادلة واجب ، وهنا دعني أقول لك أنك لو كنت ترى في دعواك مطلب حق ما استخدمت كلمة "ومالو" أي لا ضير أو ما ضير ؟ فليس من المعقول أن نقول ما ضير أن يموت الإنسان في سبيل وطنه ، وهنا دعني أفترض أنك تعي معنى كلمتك المشؤومة فاستخدمتها مع كامل علمك بأن مطلبك ليس مطلبٌ حق عندها أنت شيخ فتنة بجدارة ، أما لو كنت تظن بأن مطلبك حق ولكنك استخدمت الكلمة الغير مناسبة (ما ضير "ومالو") فعندها اسمح لي بأن أقول بأنك لست رجل علم وعندها لا يجب لأحد أن ينصت إلى خزعبلاتك الجاهلة .
يا أيها الشيخ المسن اسمح لي بأن أقول : إن علمك الذي تدّعيه هو حجة عليك وليس حجة لك وأنت كالذي يحمل أسفاراً ولا يعي ما فيها ، فو الله إن منطقك أوهن وأضعف من أن يضطر أحد علماء الدين في سوريا إلى الرد عليه وسأكتفي بالقول إن طفلاً سورياً في الرابعة من عمره يستطيع أن يعطيك درساً عن الصدق والإيمان ومحبة الأوطان فتبت يداك يا أيها الشيخ القرضاوي فأمثالك يجب تقريعهم و يجب فضحهم على الملأ فأنت وأمثالك خطر يتهدد الإسلام وواجب على كل مسلم أن يفضح فتنتك و جهلك المقصود ، لعنك الله وأسكنك في فسيح جهنم و بئس المصير وهنا اسمح لي أن أقول "ومالو" فربما ألقاك هناك عندها حتى وأنت في جهنم سأكون لك بالمرصاد .