لماذا نطالب بالحرية ؟ وماذا سوف تمنحنا الحرية ؟
شد انتباهي الى بعض التعليقات التي اقرأها عبر سيريا نيوز عن الحرية ووجدت بان اغلب العامة من الشعب يفهمون معنى الحرية الممنوحة هي ان تقتل او تخالف او تعتدي على المواطن والوطن باسم انا حر وتتجاوز القوانين ودساتير الدولة النافذة وهي الركيزة الاساسية لحرية الوطن والمواطن .
مفهوم الحرية هو أن نقول ونكتب ما نشاء دون أن يمسنا سيف الرقيب أو سوط الجلاد.
فالحرية الحقيقة هي حرية الفكر . وحرية التعبير وبيان الرأي هي نتيجة لحرية التفكير، وعندما تسلب أحد هاتين الصفتين ـ التفكير والتعبير ـ يفقد الإنسان أهم خصائصه البشرية التي منحه الله، والتي بها يتميز عن غيره من الكائنات .
والإشكالية القاتلة لدى كثير من فاقدي الحرية، أنهم لم يفهموا ما معنى أن تعيش حراً , فالحرية تمنحك إنسانيتك، تشعرك بقيمتك ووجودك وأنك كائن لك معنى في هذه الحياة.
الحرية هي بداية التحضر والتقدم، فلم يعرف المسلمون التقدم إلا عندما أعطوا الحرية، وشعروا أنهم أناس لهم قيمتهم في هذه الحياة، وحدث التخلف عندما سحبوا بساط الحرية من تحت أرجلهم ومنحوها للآخر يتحكم بهم كيف شاء، فالحرية هي دلالة لصحة بيئتك الفكرية.
والحرية ليست هي الإيذاء والتعدي على حقوق الآخرين، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول؛ بل هذا نوع من أنواع الديكتاتورية، ومحاولة للتسلط القذر وفرض الرأي على الآخرين.
الحرية الاعتراف بالآخر وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية.
وهنا يجئ في خاطري فتح الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو لم يهدم الكنائس عندما فتحها بل أبقاها على ما هي عليه، وهذا نوع من الاعتراف بالآخر وأن له حقوق يجب أن تعطى، وإن كان كافراً، وهذا المفهوم غاب عن محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية فهدم الكنيسة فكانت النتيجة أن سقطت القسطنطينية.
فالحرية عملية تبادلية فكما أنك تمنحني الحرية فيجب أن أمنحك الحرية.
في عصرنا هذا أصبح للحرية معاني كثيرة ومعظمها خاطئة ! حرية في الفكر ، حرية في اللبس ، حرية في الإختيار ، حرية في التعبير، حرية في الدراسة ، حرية في الحب .............. إلخ ؟! كل أنواع الحرية هذه صحيحة وليس بها عيب ! لكن العيب والخطأ الكبير في تعريف هذه المفاهيم . فالحرية في اللبس ليست ارتداء الملابس التي تخالفها قيم وعادات المجتمع الذي نعيش فيه ......... الحرية في الإختيار ليست اختيار مالا يرضاه أولياء أمورنا ......
الحرية في التعبير ليست طرح أفكار مخالفه للقيم التي عشناها ...... والحرية في الحب هي ليست بالطبع حب أعدائنا وحب طبائعهم وتقليدنا لهم !!! كل هذه مفاهيم خاطئة جدا لمعاني الحرية المتعددة والمتفرعة ويا ليتني أعرف المعنى الصحيح لها ، لأن في يومنا هذا اختلطت كل المعايير والقيم والمفاهيم وما عدت أفهم نفسي أنا ... ؟؟!!!
وهاهو الشعب يعيش اليوم في طريق الحرية فكونوا اهلا لها حتى تعود عليكم بالخير ولوطنكم العزة والمجد فلا خلط بين الحرية والاعتداء على الناس وممتلكاتهم وليس معنا هذا التمرد على اولي الامر ليقود ذلك بالوطن الى التهلكة ولا يجب الفصل بين الحرية وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة فكن حرا وتنتهي هذه الحرية عندما تمس بكرامة المواطن وامن الوطن وتبدأ حرية الآخرين.