عقب وقوع الزلزال القوي الذي ضرب سواحل شمال غربي اليابان اكتسحت أمواج التسونامي مناطق مأهولة بالسكان لمسافات وصلت إلى عشرة كيلومترات. وبعد مضي عدة أيام لا تزال المياه تغمر مساحات شاسعة من القرى والبلدات والأراضي الزراعية التي أصابها دمار شديد.
ومع مرور الوقت يكتشف اليابانيون مأساتهم بعد الكارثة التي حلت بهم فمن عدد القتلى الكبير الى الدمار الى مشكلة الاشعاعات وغيرها من تداعيات الكارثة التي لا تعد ولا تحصى.. وأقل ما يمكننا قوله أن هناك خراب ودمار وهذا ما أظهرته الصور الفظيعة الواردة من هناك تعكس عظمة الكارثة وهول المصيبة
ولكن من بين هذا الدمار كله والأسى كله يرى الانسان جانبا آخر أبسط ما يسمى بالعمار والتطور والحضارة لان الخراب والدمار كان في الشوارع والأبنية والمعامل ولكن التطور والحضارة والعمار رأيناه جليا في الانسان حيث ساد الهدوء فلم نشاهد الارتباك وضرب الصدور والنواح والبكاء والعويل والخصام والانفعالات والخوف والهيجان , كما ساد الاحترام فرأينا طوابير محترمة للماء و المشتريات.
لا كلمة جافة و لا تصرف جارح للبعض فالكل سواسيه ... رأينا الاخلاص ,فمع قوة الزلزال لم نشاهد الكثير من المباني تسقط بسبب الغش وسادت الرحمه بين الناس فاشتروا فقط ما يحتاجونه للحاضر حتى يستطيع الجميع الحصول على احتياجاته.
برز النظام فلا وجود للفوضى في المحلات لا تزمير في الشوارع !! .
ضربوا مثالا رائعا في التضحية , فخمسون عاملا ظلوا في المفاعل النووي يضخون ماء البحر فيه محاولين
انقاذ بلدهم وانجازاتهم وشعبهم !!!!!! أما عن الرفق , فالمطاعم خفضت أسعارها. أجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها ولم تُسرق!! .. والقوي اهتم بالضعيف. .. الكبار و الصغار كل منهم عرف ماذا يفعل بالضبط وكل منه نفذ مهمته بدقة ... الاعلام اظهر تحكما رائعا .. مجرد تقارير هادئه صادقة مسؤولة تخلو من الكذب والتلفيق والمبالغة ... أماااااااااا عن الضمير
عندما تأثرت البضائع وتزلزلت في المحلات ووقعت على الأرض .. لم تسرق !! بل أعاد الناس ما سقط بأيديهم إلى الرفوف و مشوا بهدوء و لم يدس بعضهم على بعض ...
ويستحضرني هنا مشهد مكرو ركن الدين عندما يأتي تحت جسر الرئيس كيف يصطف الناس بهدوء ويركبون بهدوء طبعا بعد ان يكمل المكرو توقفه .... ومما يستحضرني أيضا ما قد سمعته من الاهل والأصدقاء مما حدث في الشتاء الماضي حيث شهدت بلدتي عاصفة ثلجية أدت الى انقطاع الشوارع لأيام عدة وانقطاع للتيار الكهربائي لمدة 4 أيام متواصلة ووصل سعر الشمعة الواحدة الى 50 ليرة سورية !!!!
وفي ظل أزمة " الحرية" بدأ الكثيرون باقتلاع الأشجار ليضعوا مكانها كتل بيتونية والبعض هجم على الشارع ليبني ويكسب متر والبعض الآخر ركب بناءه على نوافذ جاره والبعض حول بقرار حكيم منه منطقته الزراعية الى تجارية وارتفع سعر مواد البناء الضعف ... بدأت السيارات تمشي بعكس اتجاه السير ...شجارات , كره , تفرقة ، قسوة ، جشع ، طمع ، استغلال، دماء والقائمة لازالت طويلة ...
ختاما أود أن أسأل ... هل نحن أهل لمواجهة أي نوع من أنواع التسونامي؟