نعم تقع اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط !!!! و بإمكانك أن تنظر إلى كتب الجغرافيا في مدارسنا لتتأكد من ذلك ...

فمن ضمن المنهاج التربوي السوري خرائط للوطن توضح لك موقعنا المطل على البحر !! أو إذا أحببت أدخل على الإنترنت لتنظر بعينك  من الأعلى و تتأكد . و إذا أحببت أن تتأكد أكثر .. أنا عندي صديق عمره أكثر من 55 سنة و لديه قصة عجيبة : من يصدق أنه كان هو و أصدقائه يستطيعون رؤية البحر في أي وقت شاؤوا ؟؟؟ و العجيب .... أنهم كانوا يستطيعون السباحة أيضاً في ذلك البحر.

أخبرني الكثير من الأصدقاء بأن مرسيليا (الفرنسية) تقع على نفس البحر ... بل و سمعت شائعات تقول بأن هناك مجموعة من القرى السياحية في تركيا تقع على نفس البحر و هي قبلة للسياحة الأوروبية (تتجاوز 2 مليون كل عام) و لا تبعد عن اللاذقية أكثر من بضعة كيلومترات خط ساحلي !!!!!

و لكني أردت قطع الشك باليقين ... و عملاً بنصيحة أحد الأصدقاء بدأت بالبحث عن مبنى مرتفع في وسط المدينة عسى إني  أستطيع رؤية البحر ... و بالفعل استطعت الوصول إلى سطح مبنى مشرف على كل المدينة و كان المنظر و الشعور المرافق له رائعين ولم أُطل الوقوف خوفاً من أن تكون الوقفة مأجورة :يعني الشوفة بمصاري.

ولكن نحن كبشر ميالون للأفضل فقررت أن أصنع المستحيل و أصل إلى الشاطئ و ألمس البحر بيدي أو رأسي و أتذوقه لأني سمعت أنه مالح.

و ما أثار انتباهي و دفعني إلى هذه المغامرة (الملحمية) هو انتشار بعض الإعلانات في الشوارع تدعو إلى السياحة في تركيا!!!! وهذه لم أفهمها !!! أنت تريد أن تبيعني شيء هو موجود عندي أصلاً !!!!

المهم.....

بعد أن سمع الأهل و الأصدقاء عن بحثي الدؤوب عن طريقة للمس البحر و (تذوقه) بدأت العروض و الأفكار تنهال فوقي مثل المطر.

أحدهم : طيب ليش كل هالشي ؟ خود تكسي أو سرفيس و أطلع برا اللاذقية و أتفرج و أشرب من البحر لتشبع !!!! 

 الجواب : يا حبيبي : الفكرة الأساسية هي أن أخرج من منزلي و أصل البحر مشياً على قدمي لأن هذا  جوهر وجودي في مدينة تقع على الساحل !!!!!!

أحدهم : طيب أنا عندي أخي موظف في منتجع سياحي (5 نجوم) شو رأيك يعبيلك قنينة ماء بحر ؟ و يصورلك ياه عالموبايل ؟

الجواب : يا أخي هدول مستثمرين دم قلبهن بها لمشاريع السياحية !!! و عيب علينا نأخذ هيك شي  ببلاش و أنا ما معي مصاري.

أحدهم (وهو موظف حكومي و صديق شخصي ) : ولاك أنت شو بدك بهالقصة يا ... حبيب ؟؟؟

الجواب : الله يلعن الشيطان و ساعته .....

و بدأت أفكر بالتخلي عن الفكرة فعلاً وذلك لصعوبتها و بعدها عن الواقعية!!! و ما أن أوشكت على الاستسلام حتى لمعت في رأسي فكرة عبقرية و تتناسب تماما مع شخص يحلم بأن يرى و يسبح يا سيدي و يشرب من ماء البحر الأبيض المتوسط ...

أسرعت مهرولاً إلى أقرب بقالية و قمت بشراء 5 كيلو ملح صخري و بسرعة البرق وصلت إلى منزلي ووضعت الملح في الحمام في البانيو و فتحت فوقه الماء حتى امتلأ و استلقيت في الماء المالح و استرخيت و حلمت و فكرت ووصلت إلى التالي :

150 ليرة (ملح) + 50 ليرة (مياه) = 200 ليرة يعني : راتبي يسمح لي بالسباحة (بالبانيو) 50 مرة بالشهر...

و بذلك أدركت كم كنت متطلباً و غير واقعي و غير منطقي في محاولتي البحث عن طريقة للسباحة في بحري !!!!!!

و لذلك نصيحتي إلى أي شخص يريد أن يسبح في اللاذقية (و التي قرأنا أنها تطل على البحر) أن يملأ حمامه بالملح و يغطس فيه و عندما ينتهي يذهب إلى أعلى مبنى في اللاذقية وينظر من هناك إلى البحر الأبيض المتوسط و هو يرتدي المايوه و يسجل شعوره على ورقة بيضاء و يلقي بها في أول فتحة تصريف لعلها تصل إلى البحر.

و بالمناسبة: الله يعين المواطن الذي لا يملك بانيو