news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
لم أكن وحيداً في دمشق ... بقلم : محمد راتب زين العابدين

لم أكن وحيداً

اليوم في دمشق لم أكن وحيداً .


فكانت شتائل الياسمين تعرش على يدي و صدري .

و كنت على موعدٍ مع الورد الجوري في كل ساحةٍ من ساحات الشام.

و كان قاسيون ينظر إلي بفخر و يقول بكل اعتزاز لا تخف .. سأبقى كما عهدتني شامخاً أبياً .

و كانت نسائم الشام .. تلاعبني و تهمس في اذني بأنغامٍ معطرة بصوت فيروز ,

 

 و هي تنشد أجمل الأناشيد بأهل الشام بأهل العزة و الكرامة .

أما بردى فكان يرويني من مياه الجنان .. فطوبى لمن شرب من مياه الجنان .

الشمس كانت ترقبني .. و تعانق قاسيون و أرض الشام و لا ترتضي بسماءٍ غير سماء الشام .

القمر كان متخفياً خلف الافق .. يتأمل أهلا الشام و يطلب من رب العرش , أن يحفظهم و يحميهم .

 

النجوم كانت تسابق الشام في العلا ,

الطيور كانت فرحة ,, تحمد ربها لوجودها في ارض الشام .

و تبارك كل زائر و كل ساكن و كل صديق بعيد

أما الأشجار كانت اوراقها تعزف نشيد الوطن .. و تقبل ابنائها و تباركهم ..

 

 أطفال الشام كانوا يلعبون في كل شارع و كل حارة .

كانوا يركضون فرحين .. أمنين في أرضٍهم فهم منها و هي منهم ..

صوت ضحكاتهم كان يملئ الأفق .. واعدا بمستقبلٍ مشرق مثلا وجوههم .

و في وسط دمشق كان يقف يوسف العظمة , متأملاً ابنائه و أخوته و كان يقسم عليهم ان يحفظوا الأمانة .

 

فمن هنا مرَ الأمويين و من هنا مرَ العباسيين ..

و هناك يقف صلاح الدين .. يمتع ناظريه بأرض الشام المباركة .

من هنا يرتفع صوتا مؤذناً ينادي الى صلاةٍ تبارك أهل الشام .

و من هنا يرتفع صوت أجراسٍ تنادي الى صلاةٍ تغرس الحب و السلام في ارض الشام .

 

هنا الحضارة , هنا الإخاء , هنا الحب و الأمان .

فيا أرض الشام هنيئاً لكي ..

فيا دمشق هنيئاً لكي لقب أجمل الأوطان …

27 – 04 – 2011  دمشق

 

2011-05-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد