لم أكن وحيداً
اليوم في دمشق لم أكن وحيداً .
فكانت شتائل الياسمين تعرش على يدي و صدري .
و كنت على موعدٍ مع الورد الجوري في كل ساحةٍ من ساحات الشام.
و كان قاسيون ينظر إلي بفخر و يقول بكل اعتزاز لا تخف .. سأبقى كما عهدتني شامخاً أبياً .
و كانت نسائم الشام .. تلاعبني و تهمس في اذني بأنغامٍ معطرة بصوت فيروز ,
و هي تنشد أجمل الأناشيد بأهل الشام بأهل العزة و الكرامة .
أما بردى فكان يرويني من مياه الجنان .. فطوبى لمن شرب من مياه الجنان .
الشمس كانت ترقبني .. و تعانق قاسيون و أرض الشام و لا ترتضي بسماءٍ غير سماء الشام .
القمر كان متخفياً خلف الافق .. يتأمل أهلا الشام و يطلب من رب العرش , أن يحفظهم و يحميهم .
النجوم كانت تسابق الشام في العلا ,
الطيور كانت فرحة ,, تحمد ربها لوجودها في ارض الشام .
و تبارك كل زائر و كل ساكن و كل صديق بعيد
أما الأشجار كانت اوراقها تعزف نشيد الوطن .. و تقبل ابنائها و تباركهم ..
أطفال الشام كانوا يلعبون في كل شارع و كل حارة .
كانوا يركضون فرحين .. أمنين في أرضٍهم فهم منها و هي منهم ..
صوت ضحكاتهم كان يملئ الأفق .. واعدا بمستقبلٍ مشرق مثلا وجوههم .
و في وسط دمشق كان يقف يوسف العظمة , متأملاً ابنائه و أخوته و كان يقسم عليهم ان يحفظوا الأمانة .
فمن هنا مرَ الأمويين و من هنا مرَ العباسيين ..
و هناك يقف صلاح الدين .. يمتع ناظريه بأرض الشام المباركة .
من هنا يرتفع صوتا مؤذناً ينادي الى صلاةٍ تبارك أهل الشام .
و من هنا يرتفع صوت أجراسٍ تنادي الى صلاةٍ تغرس الحب و السلام في ارض الشام .
هنا الحضارة , هنا الإخاء , هنا الحب و الأمان .
فيا أرض الشام هنيئاً لكي ..
فيا دمشق هنيئاً لكي لقب أجمل الأوطان …
27 – 04 – 2011 دمشق