حروفك تخيفني في الظلام فهي قوية بصدقها مستبدة بعمقها . . . !
حتى ذلك الضوء الذي يخرج منها راسما قلب أمامي تصرى أنه لكي . . . !
ولأني أخاف الظلام ؛ ولانكى تعرفى هذا تتوقعى مني أن أسير في أثر ذلك الضوء
القلب . . . !
أعترف بأني أسير . . . ! ! فلو تراجعتى سأختفي في الليل . . .!
ولكني لا أخشاه فهو يشعرني بالأمان حتى وأنا أرتكب الخطأ نفسه . . .
وأعيده بأصرار . . . ! أعيده وحده . . . !
خطأي الذي أتعمده كل ليلة . . . هو أن أبقى وحيد مع الليل . . . !
ولا أحد معنا يستغرب أو يسأل لم فعلت ؟
لم بقيت معه وحدي ؟
ولكني لست وحدي . . . !
معي قلمي . . . أوراقي . . . مع طيف . . . طيفان . . . لا أدري كم مر من هنا . .!
كم بقي هنا . . . ؟ ! !
حقا . . . لا أدري ! !
ضوءك يبعدهم كثيرا عني . . . يقربهم مرارا مني . . . !
ولكن أي أطياف تبقى رغم الظلام . . . أي أطياف . . . ؟ !
. . . لماذا تريدي أن تعرفي ان كان طيفك أهمها . . . لا ، فهو مثلها . . . !
لا ترمي ضوءك فهي لا تذهب . . . ! تريد أن تبقى . . . وأنت هذا الليل أبقى . . !
لا . . . لا تعاتب الليل . . . لا تصفه بالقسوة وأنت تعرفه . . . ! وكثيرا ترافقه . . . !
فهو ليس مسؤول عن أحزاننا عن ألآمنا ليس مسؤول عن ضياع أحلامنا . . التي
تبكيها دموعنا كل ليلة عندما نكون معه . . . !
ففي الليل نعيش في زمن الانتظار . . . هو من علمنا ذلك . . . !
لذلك . . . برغم كل هذا الامتداد من الآلم . . . برغم دموع الجراح التي لن تلتئم . . .
وبرغم كلمات الشجن المؤلمة . . . التي أجدها كل صباح على الأوراق
بعد رحيله . . .
برغم كل هذا لن أفكر يوما بالرحيل عن هذا الليل . . . !
عن القصيدة الوحيدة التي تقرأها دموعنا . . . بدلا منا . . ولا نعرف لماذا سوى
انه الليل . . . !
أحزاننا وجدت قبله . . . ولكنها تصبح أكثر وضوحا معه . . . !
أرجوك لا تعاتبها . . . ألم تسألي نفسك ...
ماذا سيحدث لو أشعلت شموع قلبي الآن . . . ؟
عندها سيتحول قلبك الى قطعة من ظلام ينتظر . . . ! فجر الليل .
قد نتشابه هنا أو نختلف . . .فأنا أعترف بأنني أنتظر بحزن . . . رسائل
تحملها لي ملامح الليل . . . ! !
ومع هذا أسير لا ألتفت في الظلام . . . بانتظار أن أنساكى . . . !
ولكن تلك الشموع تنطفئ . . . تخمدها الدموع ، وأبقى أنا وقلبك في
حصار الليل . . . . واطياف هناك . . . بعضها أعرفه بكل وضوح . . . ! !
والآخر لا أدري لماذا لم أعد أراه الآن . . . ؟ ! الا أنت . . . ! ! !
تحياتى لك ميدو