news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
تَلومُوني بِحُبِها... بقلم : سعد العيسى

حبيبتي عَرَفتُها بِيومْ مِنْ أيام الشِتاءْ


أِمتلَئ بِأمطارٍ وعواصِفَ هوجاءْ

وهي الخيرُ مِنْ ربّ البرية والعطاءْ

مياهٌ مَلأتْ الأرضَ جادَتْ بِها السماءْ

غَمرتْ الينابيع وملأتْ الأنهار بِالماءْ

 

وتمايلتْ الأشجار طرباً وأكثرتْ الثناءْ

تظنوا الأرضَ كانتْ تنتظِر هَذا العطاءْ

أنا مَنْ سَقِيتُ الأرضَ بِدموعي قَبلَ الشِّتاءْ

مِنْ يأسٍ وَحِرمانْ ابحثُ عنْ حَبيبة شقراءْ

بِسببها كنتُ أنا الغِيث للأرض العطشاءْ

قَبلَ قُدومِ الشتاءْ مِنْ أنيني وكثرةِ البكاءْ

وكانتْ لألئ دُموعي كالبَرَدِ في أيامْ الشتاءْ

 

تناثرتْ ولمَعتْ كالألماسِ في الليالي الظلماءْ

هذا الخريف وقَدْ أسقَطْ الأوراقْ هَبَاءْ

حَدثتُه مُتسائِلاً بِخَجلٍ.. ولمِا هَذا الجفاءْ

 

تَبَسَّمْ وقَالْ حَبيبَتُكَ تملِك كُلَّ هَذا البَهاءْ

و تَبحَثُ عَنْ بَقية أوراقٌ تناثرت بالعراءْ

تَعجَّبتُ مِنْ حَديثٌ ضَنَنْتُ بأنه هُراءْ

فَلَاحْ ليَّ طَيف أمِيرةٍ ملؤها الحَياءْ

فَاقَّ حُسنُها جَمَالَ وروعة السَماءْ

 

رأيتُها وَلَمْ أرى بِروعَةِ ذَلِكَ الصَفَاءْ

إنَني الآنْ أرى نَفْسي بِذَلِكَ الضِياءْ

يَحتويني وَيأخُذَني مَعَهُ لِأعيشَ بِكِبرياءْ

وأقْضيَ أجْمَل أيامَ عُمريَ مَعَهُ بِرَخَاءْ

تَكلمّنَا وَتَوَاعَدْنَا وَتَعَاهْدنَا عَلى البَقَاءْ

 

كَعَاشِقَينْ بِروحٍ واحِدَةٍ يَملَؤهَا النَقَاءْ

تُعَلِمُني الحُبَ وأُعَلِمُها أنّوَاعْ الوَفَاءْ

تُعَلِمُني الصِدقَّ وأُعَلِمُها طُرقَ الوَلاءْ

أُسقيها حَناني وأشّربُ شَهْدَ شَفَتيها

أُهْديها طِيبَة قَلبي وتُهديني أشجَانِها

 

تَذوبُ بِأحضانيّ وَأذوبُ بِأحضانِها

أنا مَنْ اِختارَها ومَيَّزَها و عَشِقَها

أنا مَنْ أحَبَها وبِحَياتي سَأفدِيها

وبعَدَ هَذّا الكلام تَلومُوني بِحُبَها

 

 

الجزائر

12.01.2011

2011-05-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد