لا شك أن ما نشرته صحيفة الغارديان مؤخراً صدمة لحكومتها و للحكومات الغربية و منها الفرنسية و الأمريكية، ففضيحة القارب الذي كشفت عنه الصحيفة تتمثل في انه كان يحمل 72 مهاجرا أفريقيا إلى جزيرة لامبدوزا الايطالية و جنوح القارب و بقائه عشرة أيام بعد نفاذ الوقود و الطعام و الشراب و موت 60 شخصا كان على متنه الواحد تلو الآخر بعدما رفضت حاملة الطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو و التي كانت قريبة من القارب نداء الاستغاثة و هذه الحاملة هي فرنسية.
و بدورنا نتساءل أين هي حقوق الإنسان التي ينادون بها، أم أن حقوق الإنسان هي فقط عندما يريدون احتلال الشعوب و تدميرها و سرقة خيراتها كما حدث في العراق و يحدث في ليبيا و يراد له أن يحدث في سوريا.
أيعقل أن تهون ضمائر الغربيين إلى هذا الحد أطفال يموتون من الجوع و يغرقون أمام أعينهم أم أن أوروبا لم تعد تتسع لسبعين مهاجر أو أن الاقتصاد الأوروبي سينهار نتيجة ذلك رغم يقيننا بأنهم سرقوا بلاد هؤلاء المهاجرين لعشرات العقود.
إذاً كيف تريدون منا أن نصدق أن حربكم في ليبيا لمنع القتل و لأجل حقوق الإنسان و الحق أنكم قتلتم الآلاف و الآلاف و دمرتم البشر و الشجر و الحجر باسم دعوة باطلة تتمثل في إنقاذكم للشعوب.
من لم ينقذ 72 إنسان كيف له أن يتبجح بأنه سيحمي الملايين أو انه يحرص على حريتهم إذ لم يهمه في الأصل وجودهم من عدمه.
بالتالي كفى استغباء للعقول إن حقوق الإنسان و حريته هي عندكم أبار النفط الليبية إنها تمزيق سوريا رمز المقاومة خدمة لأسيادكم الصهاينة اليهود.
سقطت حقوق الإنسان إن كانت ستسلبني حرية بلدي، سقطت حقوق الإنسان المزيفة لا بل والحرية العمياء بكل معانيها إن أرادت تحويل بلدي إلى ليبيا ثانية.
و بكلمة أخيرة لا حرية و لا كرامة إلا في بلد امن مستقر و كل من يرى غير ذلك إما واهم أو مخطئ.