من أكثر ما أثار اشمئزازي وأحزنني في آن معا كما أضحكني أيضا خلال الأحداث الأخيرة المؤسفة في سوريا هو ما أشيع من نكات وسخرية على الشعب الحلبي عموما
_رغم أني لست حلبية الاصل_ لكنه بالفعل كلام غير مقبول .
هل الرجل الحلبي ليس رجلا لمجرد أنه لا يريد التخريب والدمار لبلده؟؟
هل المرأة الحلبية ليست مواطنة سورية فعلا لأنها لا تريد لأخيها او زوجها أو ابنها أن يموتوا في حرب اخترعوها وصدقوها أنها حربا؟؟
هل المواطن الحلبي لا يستحق حق المواطنة السورية لأنه يريد الاصلاح بظل النظام الحالي ؟؟؟
سيقولون أن حلب مدينة صناعية وتجارية وأغلب مواطنيها من الميسورين وليسوا بحاجة للثورة لتصلح لهم شؤونهم , وسأرد أنا: هل من المعقول ألا يكون في حلب سوريون ممن هم من الفئة المتوسطة البسيطة والتي بالفعل تريد الاصلاح والوظائف والسكن؟؟و هؤلاء التجار أليسوا بحاجة للإصلاح أيضا لتتيسر أمورهم وتجارتهم ولتصبح القوانين أكثر مرونة ومواكبة للتطور؟؟
منذ بدء الأحداث حتى الآن لم يتغير شيء في نظام الحياة اليومية الحلبية بدءا من الاستيقاظ صباحا على الدوام مرورا بالطبيخ والمحاشي والكبب والاسواق وانتهاء بالاستقبالات والاعراس ,ماعدا يوم الجمعة الذي كانت مراسمه تبدأ باكرا الا أنها أصبحت تتأخر قليلا بفعل ما جلبه المخربون من فتن أثناء وقت صلاة الجمعة ,الا أنهم ما زالوا يقسمون أنهم لن يفوتوا المشاوي يوم الجمعة, وهذا من حقهم.. يا اخي ناس ما بدها تموت وتخرب , وبتحب رئيسها ,لا ينكرون ان الاصلاح امر واجب وبديهي الا انهم يطلبونه بطريقة منطقية ومع بشار يدا بيد...
فهل في النهاية هم بلا نخوة ولا شرف, يا اخي اين حرية الرأي؟؟؟ الجماعة لا يريدون حروبا وموتا ولا تخريبا ولا اسقاطا للنظام, هم احرار وهذا حقهم.
وهناك أمر مهم يجب ألا نغفله هو الشعبية الكبيرة والكبيرة جدا لبشار الأسد بالفعل ,ومن ينكرها سواء من الشعب السوري المؤيد او المعارض ,او حتى من المعارضة الداخلية والخارجية يكون فعلا مراوغ ويحيد عن الحق , يا جماعة نحنا ببساطة منحب رئيسنا وما بدنا اسقاط للنظام ,بدنا اصلاح يدا بيد مع بشار الاسد وبالتسلسل المنطقي ( اي الله خلق الدنيا بسبعة أيام).
والله محيي حلب واهلها وعن جد شكرا لأنكم اثبتم وطنيتكم الحقة وحبكم لبلدكم , والتي بالتأكيد لا تنتظرون عليها كلمة شكرا, وفاخروا بما يقال عنكم من نكات لأنها فعلا دليل وطنيتكم ومحبتكم للبلد
لبنى الصوفي.